من أنا

صورتي
Egypt
الأستاذ ناصر الشافعي shaaafey@yahoo.com مؤلف + مدرب معتمد في التنمية البشرية + عضو نادي المدربين للتنمية البشرية+ خبير تربوي ألفت العديد من الكتب الإسلامية مثل ( أسعد زوجة في العالم + بستان المؤمنين +أطفال لكن دعاة + رمضان وصناعة الحياة + كوني داعية + سمات ومهارات الداعية الناجحة + الإمتاع + 30 مشروعا في رمضان + كيف تكسبين حب الآخرين + فن الإقناع + أسرار السعادة + ........ )

الاثنين، 26 أبريل 2010

رسالة

إلى من حاد عن صفي
الى من حاد عن صفى......وولى تاركا كفى
ضللت الدرب يا صاحى....وخنت العهد يا إلفى


الى من قال لى يوما.......يمين الله لن أقلع أخنع
سأبقى ثابتا دوما.......وللشيطان لن أخضع


نسيت القول يا صاحى....وصرت اليوم مفتونا
فسال الدمع مدرارا....وبات القلب محزونا


أتان العلم إنكم.....تركتم عفة البصر
وصرتم تتبعوا العين...... بمنظر فاتن الصور


أراك اليوم قد فطرت......قواك وزارك الفقر
وسرت وراء شيطان.......بزى الإنس يستتر


فكيف الملتقى خبر.......وكيف نكون إخوانا
وليل الذنب تهواه........ونحن الفجر يهوانا

السبت، 24 أبريل 2010

الساحر

قال الشيخ الدكتور / عبدالمحسن الأحمد وفقه الله :

كنت في دبي في رمضان العام الماضي

وكان لي لقاء مع احد السحرة

قلت له في معرض كلامي : أنا لا أعرف السحر ، ولم أكن بين السحرة ، لكني أعلم من كلام الله جل جلاله أنكم ضعفاء ،

وأنكم تريدون مالا تدركون من الله سبحانه ، فلن تضروا إلا من أذن الله سبحانه ...

قال : نعم ...

فقلت له : الله سبحانه وتعالى يقول: 'وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ' .

فقلت له : هل تذكر شيء من هذا حصل معك ؟.

قال : كنت في يوم من الأيام أمام الناس ، واستعرض ، ومعي خناجر ، واحد في اليمين ، وواحد في اليسار

أستعرض بأن اغرز تلك الخناجر في بطني ، وفي جنبي ؛ فلا أؤذى ..

والناس منبهرة ، ومنشدة ...

كيف أن هذا يستطيع أن يطعن نفسه ، وما يحصل له شيء !!.

قال : بينما كانت الشياطين كالدرع في صدري ، فكنت أضرب ، ولا أؤذى

( وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم (

يقول : بينما كنت في نشوة الفرح بين الناس ، أغرس هذه السكاكين أمام هؤلاء الضعفاء الذين قد قلّ الإيمان في صدورهم ..

بينما أنا كذلك فإذا أنا بشاب في العشرين من عمره

قد وضع السواك في فمه

عليه سيما النبي صلى الله عليه وسلم

ثوبه ، لحيته ، سكينته ، سمته ..

يقول : دخل فرميت بصري ، ومازلت أواصل ، والسكاكين في طريقها إلى بطني

إذا بذاك ينزع السواك من فمه ثم يحرك تلك الشفاه ثم قال :

( الله لا إله إلا هو الحي القيوم (
يقول : ما إن نطق بتلك الآية - إذ والله - وأنا في طريقي حتى أغرز تلك السكاكين أمام الناس

تناثرت الشياطين

فما استقرت السكاكين إلا في جنبي وعلى أثرها ( 3) أشهر في المستشفى

وآلآم ، وعمليات ..

يقول : فجاءني الشياطين في أول يوم ، فكان مني العتاب :

كيف تتركوني ؟؟.

قالوا : والله لو رأيت يوم أن دخل ذلك الشاب ، ونطق بآية الكرسي طُردنا من المدينة كلها :

( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا (

يقول : فعلى إثرها جلست أنا والشياطين نهدد ، ونتوعد ، ونزمجر :

كيف نؤذي ذاك الشاب ؟.

فكان مما قلت للشياطين:

أنا لا أريد من اليوم أعمال تعملونها لي ، ولا أريد سحر ما أريد من هذه الدنيا إلا هذا الشاب ......

فاخذوا يتوعدن

فذاك شيطان يقول : والله لأخرج عينيه أمام والديه .

والثاني يقول : سوف أفجر الدماء في عروقه ..

والثالث : يهدد ...

والرابع : يهدد ..

يقول : فطمأنوني ، فاستكنت ، واطمأننت أنهم سينتقمون لي ..

وفي كل يوم يذهبون ثم يرجعون

و يذهبون ثم يرجعون ...

بشروا مالخبر ؟.

قالوا : ماقدرنا ..

كل يوم على هذا الحال ...

والله ، وأنا أنظر لعينيه تلمعان بالدمع ، وهو يتكلم يقول :

يرجعون لي كل يوم وأكلمهم كيف ؟.

ويقولون : أبشر ..

يقول : فذللت للشيطان ، وفعلت أفعال لم أكن أفعلها ......

أريد مدد من الشياطين حتى يؤذون ذالك الشاب .

وصل الأمر بي ........... حتى أخذت شيء من ملابسه ............ حتى أتمكن منه ..

يقول : وفوجئت أن الشياطين تأتي وتقول :

خلاص لن نعدك بعد اليوم ............ ما نقدر عليه..........

) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا (

ثم طلعت من المستشفى ، وقعدت ( 3 ) سنوات ..

وأنا في كل يوم أرسل له شياطين ، ويرجعون صفر الأيدي لايمكنهم الله عز وجل منه .

مالذي كان يعمل ذلك الشاب ؟ ..

قال : الشياطين كانت تقول :

هذا الرجل

لايفوت صلاته

والله قالها بلسانه ..........قال :

الصلاة نجاة ..

قلت لنفسي : نعم ............ والله ............ . نجاة ....

قالها محمد صلى الله عليه وسلم قبلك أيها الساحر قد قالها :

(من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله (

(إنه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون (

شياطين الدنيا كلها ............ ......ما تقدر ..

فسبحان الله حينما قال :

الصلاة نجاه ..

أخذتها من قلبه ، نعم والله الصلاة نجاة ..

لكن :

أي صلاة التي تنجيك من السحرة والمشعوذين ومن شياطين الدنيا كلها :

((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون* الذين امنوا وكانوا يتقون ((.


أنشــرها فلعلها تشفع لك يوم القيامة



قبل أن تؤدي الصلاة



هل فكرت يوماً


وأنت تسمع الآذان

بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة


وأنت تتوضأ


بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك



وأنت تتجه إلى المسجد



بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد


وأنت تكبر تكبيرة الإحرام


بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم


وأنت تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة


بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين


وأنت تؤدي حركات الصلاة

بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أطَّت السماء بهم

الأحلام

يقول روسو : لا يجرؤ بعض الناس أن يكونوا ملوكا حتى في أحلامهم

الجمعة، 23 أبريل 2010

ما وراء الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

ما وراء الخبر
إنه هاني محمد علي بشر .. عرفته حينما كان طالبا في المرحلة الإعدادية ولم تكن حينئذ الفضائيات قد عُرفت ، كان – في هذا العمر – يراسل إذاعة مونت كارلو ويفهم الأحداث ويحللها وكان يخبرني حينئذ أنه يحلم أن يسافر يوما إلى إذاعة مونت كارلو أو BBC ليكون مذيعا فيها أو معدا لنشرات الأخبار ، كان طموحه قويا وكان حاد الذكاء ، عمره العقلي يسبق عمره الزمني بسنوات كثيرة وتابعت أخباره بعد أن باعدت بيننا المسافات فعرفت أنه يعمل الآن مراسلا لقناة الجزيرة في لندن ، وهاني بشر لمن لا يعرفه نجل الدكتور مهندس محمد علي بشر أستاذ في كلية الهندسة وله من التحليلات السياسية المنشورة الكثير والكثير وله من العمل السياسي لصالح الأمة الكثير والكثير .. فكان هذا الشبل من ذاك الأسد وكلنا تعملنا من الدكتور بشر فكيف بابنه الأكبر هاني !!
صديق آخر .. عرفته عندما كان في الصف الثاني الإعدادي .. وحينها سألته كيف ترى نفسك بعد عشرين عاما فقال : أرى نفسي ألمع مذيع في العالم العربي .. إنه أحمد أشرف بدر الدين .. ومن يعرف المهندس أشرف بدر الدين عضو مجلس الشعب يعرف عنه جيدا مدى نشاطه السياسي والفكري ، ولمن لا يعرف فإن أحمد له دور كبير في مساعدة والده في هذه القضايا الساخنة وكل من يعرف أحمد يرى شابا في الفرقة الأولى بالأزهر الشريف كلية اللغة العربية قسم إعلام لكنه يسمع كلاما وفكرا يعبر عن رجل طاعن في السن خبر الحياة والسياسة إلى حد كبير ، متميز على شبكة الانترنت ، متميز في تناوله لقضايا العرب الساخنة .. أحرص على تواصلي معه لأصقل موهبته ولأتابع شواطئ أفكاره .. كما أدعو الله له أن لا يستفزه سوء الواقع وبشاعته عن أخلاقه وإسلامه ..
هاني وأحمد وغيرهم .. كيف تكوّن لديهم هذا الفكر ؟!!
حتما من الأب ثم من جهات أخرى .. جرائد ومجلات وتلفزيون وإذاعة وكتب ومجتمع وغير ذلك الكثير .. ولكن دور الأب هنا دور جوهري وهو الجذر المغذي لتلك الشجرة بأوراقها وثمارها ..
هل يعني الطفل بالقضايا الساخنة بل والدامية أحيانا ؟ إننا نشفق على أبناءنا وهم يتابعون نشرة الأخبار وقد تخضبت الشاشة البيضاء باللون الأحمر القاني ....!
وهذه التساؤلات لابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار فهي لا ترفض تماما التربية على المبادئ العامة للإسلام بل تسأل عن الكيفية ... وهي كيف نثير هذه القضايا .
الأب الكريم : ما رأيك لو استعرضنا معا بعض المقترحات التي نهدف من ورائها إلى النهوض بمستوى أبنائنا وحسن تربيتهم وغرس القيم الديمقراطية لديهم:
1-العلم :
احرص على معرفة أسلوب التربية الصحيحة وطبيعة كل مرحلة يمر بها ابنك لتعرف كيف تتعامل معه فأنت عندما تريد أن تبدأ مشروعا جديدا تسأل وتقرأ عنه فأولى لك أن تعلم شيئا عما يجب أن تفعله مع أبنك .
2-الصداقة :
أن تصادق ابنك فلا ينحصر دورك في إلقاء الأوامر بل يجب أن تشعره بأنك صديقه المخلص فمصادقة ابنك تقيه من أصدقاء السوء .
3- التواجد :
احرص على التواجد في المنزل أكبر وقت ممكن ولا تخرج إلا لضرورة وهذا ما أوصي به التربويون ولا تشغلك أعمالك الأخرى عن القيام بدورك تجاه أبنائك فهم الأولى منك بالرعاية ولا تنتظر غيرك ليربوا لك أبناءك .
4-التخطيط :
احرص على أن يكون لك خطة وجدول زمني في تربية أبنائك وفي معرفة كيفية تربية الأبناء ومن هذه الكتب ( فن تربية الأولاد وسلسلة أطفالنا وتربية الأولاد في الإسلام والرشاد في تربية الأبناء مهام تربوية للآباء .... الخ ) .
5-المتابعة :
احرص على متابعة ابنك حتى يتسنى لك معرفة مشاكله وحلها .
والسؤال هو كيف تربي أبناءنا على المبادئ الهامة للديمقراطية ؟
بالرغم من حداثة " المصطلح " نسبيا إلا أن الإسلام قد وضع ضوابطه ومبادئه منذ البداية فمنذ أن صدع الرسول بدعوته وهو يمارس السياسة وقد تجلت أروع صورها وهو يؤسس الدولة الأولى للإسلام في المدينة المنورة ...
ووضع لها المبادئ التي تثبت أركانها وترقي بها وهي :
1=الحرية .
2= الشورى .
3= التعاون .
4=التكافل .
وهي نفس المبادئ التي تنادي بها الديمقراطيات المعاصرة ولكن الإسلام سبق تلك الديمقراطيات في إقرارها والعمل بها قبل ألف وأربعمائة عام .
وهذه الدعائم الأربعة هي الحاجات التي يحتاجها الطفل في جميع مراحل عمره حتى يشب عن الطوق ويكون عضوا نافعا لأسرته ولمجتمعه ولأمته ... وهذه الدعائم برغم ضخامة مدلولاتها .... ولكن نستطيع أن توضحها للطفل ببساطة ويسر فيما يلي :
أولا : الحرية
اسأل ابنك هل يوجد شيء أثمن من الحرية ؟ انتظر الإجابة ... ثم احك له قصة العصفور الذي رفض الطعام وهو في قفص من الذهب ... وقل له لماذا لم يأكل العصفور ؟ !
افتح أمامه الجريدة ... سوف يشاهد جنودا يقتلون ويعذبون ويحتلون ... واسأله أتقبل أن يأتوا هؤلاء ويحتلوا ديارنا ... ماذا نفعل عندئذ ؟ دعه يجيب .
علم بقلمك الأحمر على أخبار ثم اترك الجريدة لفضوله سوف يقرأها ويناقشك .
علمه أن الحرية تقترن دائما بالمسئولية وتنتهي عندما تبتدئ حرية الآخرين فليس معنى حريتك أن تكون على حساب غيرك فأنت حر ما لم تضر غيرك .
دربه على تتبع أحوال المسلمين المستضعفين في كل مكان وحدثه عن بطولاتهم وتضحياتهم في سبيل الحرية التي يعشقونها ورباهم عليها دينهم .
أخبره بأن أعز من فقد حريته هو الأقصى المبارك ينادي علينا لكي نحرره من المحتلين الإسرائيليين ...
وهناك حريات مفروض أن ترعاها حق رعايتها ومن تلك الحريات :
أ – حرية التملك :
وهي بحيث يكون له خصوصياته التي لا ينبغي لأحد أن يتعدى عليها وان تفهم الابن بأن أعداء الإسلام في مخططاتهم ينفثون سمومهم في كسر هذه الخصوصية وانتهاك حرمتها تحت ما يسمى " العولمة " نعم ... دعه يسمع هذه الكلمة وأخبره بما يعادلها في الإسلام وهو " العالمية " وقل له : إن الغرب يريد هدم خصوصياتنا سواء أكانت في الملبس أو المأكل أو نوعية البناء ... فنحن أمة لها حضارة ولها طابع مميز ...
انطلق بفهمه عزيزي الأب إلى معنى آخر من حرية التملك لا تجعل يده تمتد إلى ما ليس له ولا يجول بنظره إلى الأشياء التي لا يجوز النظر فيها ... وقل له : لا تفتح درج أخيك ... لا تستعمل أشياءه دون إذنه ... حافظ على خصوصيات أصدقائك ... وهكذا .
ب – حرية التعبير وحرية إبداء الرأي :
يجب تربيته على إبداء رأيه دون خوف مع تعليمه كيف يبدي آرائه بطريقة صحيحة لا تجرح الآخرين . وكيف يجيد الاستماع كما يجيد الكلام .
علمه كيف يرد بألفاظ مؤدبه ... وإذا رأيته يحتد على أخيه في الكلام فذكره بقوله تعالى : " وهدوا إلى الطيب من القول " ، ذكره دائما بتلك الكلمة : ( أسمع من تناقشه بقلب وإياك من أن يتغير قلبك تجاهه ) . ذكره دائما بأن يخفض من صوته ... وإن يخفض من صوت مذياعه وإذا سمعته يقول ( انا أحب أن اسمع الكاست أو التليفزيون بصوت عال ) فقل له : ما هكذا تكون الحرية ... وقل له أن الفقهاء ( عليهم رضوان الله ) قد حرموا من يرفع صوته بالقرآن حتى لا يشوش على المصلى ... وهكذا تطرق معه أبواب الحرية بهدوء حتى يكون حرا كريما تسير في عروقه دماء الأحرار النبلاء .
ثانيا : الشورى
يستطيع المربي الفاضل أن يغرس هذا المعنى في نفوس أبنائه ... بأن يحكي القصص التي تدعمه وان يأخذ من سيرة النبي المواقف التي تؤكده ولعل أروع ما يجسد هذه الصفة هي موقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وسوف تكون بارعا لو حكيتها لابنك بنبراتك المؤثرة وتبتدئ في تفصيل الحكاية ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في طريقهم إلى مكة للعمرة وفي الطريق ... طلبت قريش الصلح فأمر الرسول صحابته بالخروج من إحرامهم والرجوع ولكنهم كادوا يعصون أمره فماذا فعل الرسول ( وهنا تركز على الشورى ) دخل على زوجته أم المؤمنين ( أم سلمة ) واستشارها فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه بالتحلل من إحرامه (بالحلق وارتداء الملابس العادية بدل ملابس الإحرام ) وحين فعل هذا تبعه الناس بلا تردد .
وتحكي لهم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بمشورة سيدنا الحباب في بدر وغير موقع الجيش واستشار المسلمين عند مواجهة الأحزاب فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق فتزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأيه ... وهكذا تبرز قيمة الشورى في نفس ابنك وسترقبك عينه بعد ذلك ليرى هل أنت قدوة في ذلك أم لا ...؟!
ولذلك فعليك بما يلي :
عمق الشورى مع زوجتك أولا وتناقش الأمور بموضوعية أمام الأبناء .... ولا تنفرد برأي دونهم ... أو تظهر أمام رغبات الأبناء بمظهر المستبد ... بل تحل بالصبر وسعة الصدر وناقش الآراء وبين الغث من السمين واضرب لهم الأمثلة وسق لهم التجارب حتى يقتنعوا .
تدريب الولد على الشورى وتعويده على المشاركة في صنع القرار وشجعه وحاول أن تخفف من بسط سلطاتك ونفوذك حتى يأتيك طائعا طالبا مشورتك .
أشرك ولدك في مناقشة الأمور العائلية التي تهم الجميع وعلمه آداب الحوار .... بأن يستمع أكثر مما يتكلم ... ولا يقاطع أحدا ... وان يفهم أولا ثم يتكلم فالأحمق يتكلم أولا ثم يفكر والعاقل يفكر أولا ثم يتكلم .
عود ابنك كيف يختار بين البدائل وبخاصة في تلك الأشياء التي يحبها ويعايشها سواء أكانت ملابس أو ألعابا ... فلا تفرض عليه رأيك بل ناقشه بهدوء وموضوعية ووضح له الأسباب والمبررات وأظهر الاحترام والتقدير له ولرأيه وبهذا الأسلوب سوف يشعر ابنك بالرضا وتنفرج أساريره ويشعر بكيانه ولن يتعصب لرأيه بل سيمتثل لما تريد بسلاسة ولين .
ثالثا : التعاون
التعاون صفة حميدة تغرس المحبة في العائلة وتقوي أواصر أفراد المجتمع فتثمر الخير قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"( المائدة 2 ) فلا بد من نظرة أيها المربي الحكيم إلى محيط الولد والتنقيب عن العلاقات التي يجب عليه أن يتعاون فيها ولاحظ إن كان هناك انعزال أو انطواء أو خجل أو أثرة فحاول أن تعالجها . . ولنأخذ المدرسة – على سبيل المثال – فلا بد من دفع الابن إلى المشاركة في أنشطتها المختلفة من خلال جماعات النشاطات المدرسية والمتنوعة، وعرفه أن يد الله مع الجماعة وكدر الجماعة خير من صفو الفرد . . وهذا تنمو فيه بذرة التعاون وتنتج ثمرة محبة الآخرين . . وهناك مجالات كثيرة يلاحظ فيها الصغير – غير المدرسة – مثل النادي وسلوكه مع جيرانه وأقاربه.
ويمكن حثه على المشاركة في الأنشطة التي تحتاج إلى تعاون .
مثل :
مشاركته مع أطفال الحي في تنظيف شارع مثلا أو غرس بعض الأشجار .
مشاركته مع والده وإخوته في تنظيف وترتيب البيت وإعداد الطعام .
مشاركته مع والده في شراء مستلزمات البيت .
مشاركته مع أصدقائه في رعاية المحتاجين وتوزيع الصدقات عليهم .
التعاون في تزين الشارع في المناسبات مثل رمضان والعيدين . . وغير ذلك كثير وكثير من الوسائل المبتكرة المطلوبة .
رابعا: التكافل
وهي من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمنين التي لا بد أن نغرسها حتى يشب الأبناء عليها فننتقي لهم من المكتبات أروع القصص التي تساهم في غرس هذه الصفة ونحدثهم عن مجتمع المدينة وكيف كان التكافل بين المهاجرين والأنصار ونقول : لم يكن للمهاجرين مال ولا سكن فكان الأنصاري يقول له : لك نصف بيتي ولك نصف مالي فأمثال هذه القصص تجعل الابن ينشأ عطوفا كريما يساعد الآخرين ولا يستنكف عنها ونربي عنده قبول المساعدة من غيره ولا ينشغل بذاته وحدها بل يهتم بشئون الآخرين ويسعد بالبذل والعطاء لهم .

السبت، 17 أبريل 2010

إن مع العسر يسرا


إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
في عام 2008 توقع الظالمون أني سأرشح نفسي في انتخابات المجالس المحلية فقاموا بخطوة استباقية واعتقلوني مع كثير من أهل الحق .. ومرت ليالي الاعتقال بقسوتها وغربتها بعيدا عن الأهل والأحباب والأصدقاء والأخلاء والمجتمع .. وحين خرجت من الاعتقال وجدت تجارتي قد أفلست فلم يحسن صديقي متابعتها – غفر الله له – ؛ فخدعه العامل وقام بالسرقة والتبديد والبيع ؛ فلم يبق من تجارتي إلا المكان فقط والأدراج خاوية والأرفف تشتكي الوحدة والخسائر الفادحة ..في ذات الوقت كان زواج شقيقتي وهذا يستلزم بضعة آلاف .. تزامن مع ذلك حاجة أحد الشركاء إلى مبلغ كبير من المال فقرر أن يسحب نصيبه في التجارة وهذا أيضا بضعة آلاف ..اقترضت بعض المال لأصلح من شأن تجارتي .. كل هذا كان قليلا من مشكلات وأعباء وديون كثيرة تعرضت لها في ذلك الحين ..لكني كنت على يقين بما في يد الله – سبحانه وتعالى – وأنه لن يضيعني ..وأن كل ذلك ما هو إلا أسباب أما الرزق فمن عند الله الرزاق ذي القوة المتين ..ولم أكف أو أمل من دعاء الله والتضرع إليه ..اتصل بي ناشر يريد أن ينشر لي بعض الكتب .. ثم ناشر آخر .. فثالث .. حتى زاد عدد الناشرين عن خمسة وانهالت الآلاف وقضيت ديوني جميعها ووسعت على نفسي وزوجتي وأولادي وإخواني وأصدقائي ، ولقد مرت أيام لا ندري ماذا نفعل في تلك الأموال الزائدة عن الحاجة !!!فرق كبير أن تقرأ في الكتب القديمة عن اليقين بالله والثقة به وبرزقه وحسن التوكل عليه وأن تعاين ذلك بنفسك وتحيا هذه الروح واقعا ملموسا ..يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ ؛ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ، ولمح البصرِ ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.إذا رأيت الحبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُع .مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ .النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ (بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) .البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .الرسول الخاتم في الغارِ بشَّرَ صاحبه بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ، لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ. ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.إذن فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ،والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً .