ُحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة ، يطعمها ويلعب معها ، وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة
جاء الطفل ، لسلحفاته العزيزة فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء ، فحاول أن يخرجها فأبت ، ضربها بالعصا فلم تأبه به ، صرخ فيها فزادت تمنعا ، فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق وقال له ، ماذا بك يا بني ؟
فحكى له مشكلته مع السلحفاة ، فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي
ثم أشعل الأب المدفأة ، وجلس بجوارها هو والابن يتحدثان ، ورويدا رويدا وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء ، فابتسم الأب لطفله وقال ، يا بني الناس كالسلحفاة
إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك ، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك
وهذه إحدى أسرار الشخصيات ، المؤثرة في الحياة ، فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم
ومن ثم طاعتهم ، عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم ، الكثير والكثير
" كن لينا من غير ضعف ، وقويا من غير عنف "
من أنا

- ناصر الشافعي
- Egypt
- الأستاذ ناصر الشافعي shaaafey@yahoo.com مؤلف + مدرب معتمد في التنمية البشرية + عضو نادي المدربين للتنمية البشرية+ خبير تربوي ألفت العديد من الكتب الإسلامية مثل ( أسعد زوجة في العالم + بستان المؤمنين +أطفال لكن دعاة + رمضان وصناعة الحياة + كوني داعية + سمات ومهارات الداعية الناجحة + الإمتاع + 30 مشروعا في رمضان + كيف تكسبين حب الآخرين + فن الإقناع + أسرار السعادة + ........ )
الاثنين، 7 يونيو 2010
قبل المهر وزفت العروس
روي أنه كان في البصرة نساء عابدات ، وكانت منهن أم ابراهيم الهاشمية ، فأغار العدو على ثغر من ثغور المسلمين ، فانتدب الناس للجهاد ، فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيبا ، فحضهم على الجهاد، وكانت أم ابراهيم هذه حاضرة في مجلسه ، وتمادى عبد الواحد في كلامه ، ثم وصف الحور العين ، وذكر ما قيل فيهن ، وأنشد في صفة حوراء :
غــادة ذات دلال ومـــرح يجد الناعت فيها ما اقترح
خلقت من كل شيء حسن طيب ، فالليث فيها مطـرح
زانـها الله بوجــه جمعـت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعين كحلها من غنجــها وبخــد مسكــه فيـه رشــح
ناعم تجري على صفحته نضرة الملك ولألاء الفــرح
فماج الناس بعضهم في بعض ، واضطرب المجلس ، فوثبت ام ابراهيم من وسط الناس ، وقالت لعبد الواحد: يا أبا عبيد ، ألست تعرف ولدي ابراهيم ، ورؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم ، وأنا أضن به عليهم ، فقد والله أعجبتني هذه الجارية ، وأنا أرضاها عروسا لولدي ، فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها .. فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء مرة ثانية وأخذ ينشد الأبيات السابقة ، فاضطرب الناس أكثر ، فوثبت ام ابراهيم ، وقالت لعبد الواحد : ياأبا عبيد ، قد – والله – أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضاها عروسا لولدي ، فهل لك أن تزوجه منها ، وتأخذ مني مهرها عشرة آلاف دينار ، ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله يرزقه الشهادة ، فيكون شفيعا لي ولأبيه يوم القيامة ؟ فقال لها عبد الواحد : لئن فعلت ، لتفوزن أنت وولدك ،وأبو ولدك فوزا عظيما ، فنادت ولدها : يا ابراهيم ، فوثب من وسط الناس ، وقال لها : لبيك يا أماه ، فقالت : أي بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ، ببذل مهجتك في سبيل الله ، وترك العود في الذنوب ؟ فقال الفتى : اي والله يا أماه .. رضيت أي رضى ، فقالت : اللهم اني أشهدك أني زوجت ولدي هذا من هذه الجارية ، ببذل مهجته في سبيلك ، وترك العود في الذنوب ، فتقبله مني يا أرحم الراحمين ..
ثم انصرفت ، فجاءت بعشرة آلاف دينار ، وقالت : يا أبا عبيد ، هذا مهر الجارية ، تجهز به ، وجهز الغزاة في سبيل الله ، وانصرفت ، فاشترى لولدها فرسا جيدا ، واستجادت له سلاحا ، فلما خرج عبد الواحد ، خرج ابراهيم يعدو ، والقراء حوله يقرؤون : " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " صدق الله العظيم
فلما أرادت أم ابراهيم فراق ولدها ،فدفعت اليه كفنا وحنوطا ، وقالت له : أي بني ، اذا أردت لقاء العدو ، فتكفن بهذا الكفن ، وتحنط بهذا الحنوط ، واياك أن يراك الله مقصرا في سبيله ، ثم ضمته الى صدرها .. وقبلت بين عينيه وقالت يا بني ، لا جمع الله بيني وبينك الا بين يديه يوم القيامه .
قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو ، وبرز الناس للقتال ، برز ابراهيم في المقدمه ، فقتل من العدو خلقا كثيرا ، ثم اجتمعوا عليه ، فقتلوه ..
فلما أردنا الرجوع الى البصرة ، قلت لأصحابي : لا تخبروا أم ابراهيم بخبر ولدها ، حتى ألقاها بحسن العزاء ، لئلا تجزع فيذهب أجرها .. قال : فلما وصلنا البصرة ، أبصرتني قالت : يا أبا عبيد ، هل قبلت مني هديتي فأهنأ ، أم ردت علي فأعزى ؟ فقلت لها : قد قبلت – والله – هديتك ، ان ابراهيم حي مع الشهداء – ان شاء الله – فخرت ساجدة لله شكرا .. وقالت : الحمد لله الذي لم يخيب ظني ، وتقبل نسكي مني .. وانصرفت ..
فلما كان من الغد أتت الى المسجد ، فقالت :السلام عليك يا أبا عبيد ، بشراك ... بشراك ، .. فقال : لا زلت مبشرة بالخير ، فقالت له : رأيت البارحة ولدي ابراهيم في روضة حسناء ، وعليه قبة خضراء ، وهو على سرير من الؤلؤ
،وعلى رأسه تاج واكليل ، وهو يقول لي : يا أماه .. ابشري ، فقد قبل المهر .. وزفت العروس ..
غــادة ذات دلال ومـــرح يجد الناعت فيها ما اقترح
خلقت من كل شيء حسن طيب ، فالليث فيها مطـرح
زانـها الله بوجــه جمعـت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعين كحلها من غنجــها وبخــد مسكــه فيـه رشــح
ناعم تجري على صفحته نضرة الملك ولألاء الفــرح
فماج الناس بعضهم في بعض ، واضطرب المجلس ، فوثبت ام ابراهيم من وسط الناس ، وقالت لعبد الواحد: يا أبا عبيد ، ألست تعرف ولدي ابراهيم ، ورؤساء أهل البصرة يخطبونه على بناتهم ، وأنا أضن به عليهم ، فقد والله أعجبتني هذه الجارية ، وأنا أرضاها عروسا لولدي ، فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها .. فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء مرة ثانية وأخذ ينشد الأبيات السابقة ، فاضطرب الناس أكثر ، فوثبت ام ابراهيم ، وقالت لعبد الواحد : ياأبا عبيد ، قد – والله – أعجبتني هذه الجارية وأنا أرضاها عروسا لولدي ، فهل لك أن تزوجه منها ، وتأخذ مني مهرها عشرة آلاف دينار ، ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل الله يرزقه الشهادة ، فيكون شفيعا لي ولأبيه يوم القيامة ؟ فقال لها عبد الواحد : لئن فعلت ، لتفوزن أنت وولدك ،وأبو ولدك فوزا عظيما ، فنادت ولدها : يا ابراهيم ، فوثب من وسط الناس ، وقال لها : لبيك يا أماه ، فقالت : أي بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ، ببذل مهجتك في سبيل الله ، وترك العود في الذنوب ؟ فقال الفتى : اي والله يا أماه .. رضيت أي رضى ، فقالت : اللهم اني أشهدك أني زوجت ولدي هذا من هذه الجارية ، ببذل مهجته في سبيلك ، وترك العود في الذنوب ، فتقبله مني يا أرحم الراحمين ..
ثم انصرفت ، فجاءت بعشرة آلاف دينار ، وقالت : يا أبا عبيد ، هذا مهر الجارية ، تجهز به ، وجهز الغزاة في سبيل الله ، وانصرفت ، فاشترى لولدها فرسا جيدا ، واستجادت له سلاحا ، فلما خرج عبد الواحد ، خرج ابراهيم يعدو ، والقراء حوله يقرؤون : " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " صدق الله العظيم
فلما أرادت أم ابراهيم فراق ولدها ،فدفعت اليه كفنا وحنوطا ، وقالت له : أي بني ، اذا أردت لقاء العدو ، فتكفن بهذا الكفن ، وتحنط بهذا الحنوط ، واياك أن يراك الله مقصرا في سبيله ، ثم ضمته الى صدرها .. وقبلت بين عينيه وقالت يا بني ، لا جمع الله بيني وبينك الا بين يديه يوم القيامه .
قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو ، وبرز الناس للقتال ، برز ابراهيم في المقدمه ، فقتل من العدو خلقا كثيرا ، ثم اجتمعوا عليه ، فقتلوه ..
فلما أردنا الرجوع الى البصرة ، قلت لأصحابي : لا تخبروا أم ابراهيم بخبر ولدها ، حتى ألقاها بحسن العزاء ، لئلا تجزع فيذهب أجرها .. قال : فلما وصلنا البصرة ، أبصرتني قالت : يا أبا عبيد ، هل قبلت مني هديتي فأهنأ ، أم ردت علي فأعزى ؟ فقلت لها : قد قبلت – والله – هديتك ، ان ابراهيم حي مع الشهداء – ان شاء الله – فخرت ساجدة لله شكرا .. وقالت : الحمد لله الذي لم يخيب ظني ، وتقبل نسكي مني .. وانصرفت ..
فلما كان من الغد أتت الى المسجد ، فقالت :السلام عليك يا أبا عبيد ، بشراك ... بشراك ، .. فقال : لا زلت مبشرة بالخير ، فقالت له : رأيت البارحة ولدي ابراهيم في روضة حسناء ، وعليه قبة خضراء ، وهو على سرير من الؤلؤ
،وعلى رأسه تاج واكليل ، وهو يقول لي : يا أماه .. ابشري ، فقد قبل المهر .. وزفت العروس ..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)