من أنا

صورتي
Egypt
الأستاذ ناصر الشافعي shaaafey@yahoo.com مؤلف + مدرب معتمد في التنمية البشرية + عضو نادي المدربين للتنمية البشرية+ خبير تربوي ألفت العديد من الكتب الإسلامية مثل ( أسعد زوجة في العالم + بستان المؤمنين +أطفال لكن دعاة + رمضان وصناعة الحياة + كوني داعية + سمات ومهارات الداعية الناجحة + الإمتاع + 30 مشروعا في رمضان + كيف تكسبين حب الآخرين + فن الإقناع + أسرار السعادة + ........ )

الجمعة، 19 مارس 2010

إن مع العسر يسرا

إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
في عام 2008 توقع الظالمون أني سأرشح نفسي في انتخابات المجالس المحلية فقاموا بخطوة استباقية واعتقلوني مع كثير من أهل الحق .. ومرت ليالي الاعتقال بقسوتها وغربتها بعيدا عن الأهل والأحباب والأصدقاء والأخلاء والمجتمع .. وحين خرجت من الاعتقال وجدت تجارتي قد أفلست فلم يحسن صديقي متابعتها – غفر الله له – ؛ فخدعه العامل وقام بالسرقة والتبديد والبيع ؛ فلم يبق من تجارتي إلا المكان فقط والأدراج خاوية والأرفف تشتكي الوحدة والخسائر الفادحة ..
في ذات الوقت كان زواج شقيقتي وهذا يستلزم بضعة آلاف .. تزامن مع ذلك حاجة أحد الشركاء إلى مبلغ كبير من المال فقرر أن يسحب نصيبه في التجارة وهذا أيضا بضعة آلاف ..اقترضت بعض المال لأصلح من شأن تجارتي .. كل هذا كان قليلا من مشكلات وأعباء وديون كثيرة تعرضت لها في ذلك الحين ..
لكني كنت على يقين بما في يد الله – سبحانه وتعالى – وأنه لن يضيعني ..
وأن كل ذلك ما هو إلا أسباب أما الرزق فمن عند الله الرزاق ذي القوة المتين ..
ولم أكف أو أمل من دعاء الله والتضرع إليه ..
اتصل بي ناشر يريد أن ينشر لي بعض الكتب .. ثم ناشر آخر .. فثالث .. حتى زاد عدد الناشرين عن خمسة وانهالت الآلاف وقضيت ديوني جميعها ووسعت على نفسي وزوجتي وأولادي وإخواني وأصدقائي ، ولقد مرت أيام لا ندري ماذا نفعل في تلك الأموال الزائدة عن الحاجة !!!
فرق كبير أن تقرأ في الكتب القديمة عن اليقين بالله والثقة به وبرزقه وحسن التوكل عليه وأن تعاين ذلك بنفسك وتحيا هذه الروح واقعا ملموسا ..
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ، وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ، وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ، وبعْدَ المرض عافيةٌ ، سوف يصلُ الغائبُ ، ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ، وينقشعُ الظلامُ ؛ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ، ومسارب الأوديةِ ، بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ، ولمح البصرِ ، بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ، وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ، فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.إذا رأيت الحبْل يشتدُّ ويشتدُّ ، فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُع .مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ، ومع الفَزَعِ سكينةٌ .النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ، لأنَّ الرعايةَ الربانيَّة فَتَحتْ نَافِذَةَ (بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) .البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ، لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .
الرسول الخاتم في الغارِ بشَّرَ صاحبه بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛ فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ، لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ. ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ إلى ما وراء الأسوارِ.إذن فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ، وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ ، الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ،والغيبُ مستورٌ ، والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ ، ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ، إن مع العُسْرِ يُسْراً .

هل أنت سعيد؟

هل أنت سعيد

سؤال ينبغي أن تطرحه على نفسك .
{ قد تكون صاحب ثروة هائلة ولا تكون سعيداً إذن السعاة ليست في المال .
{ قد تكون صاحب شهرة كبيرة ولا تكون سعيداً إذن السعاة ليست في الشهرة .
{ قد تكون صاحب علاقات اجتماعية رائعة ولا تكون سعيداً إذن السعاة ليست في تكوين العلاقات.
{ قد تكون صاحب أسرة تحبهم ويحبونك ولا تكون سعيداً إذن السعاة ليست في الأسرة.
{ قد تكون صاحب أسفار وتجوال بين البلدان ولا تكون سعيداً إذن السعادة ليست في الأسفار .
{ قد تكون صاحب منصب مرموق ومكانة اجتماعية رفيعة ولا تكون سعيداً إذن السعادة ليست في المنصب والمكانة .
{ قد تكون كثير الضحك والمزاح ولا تكون سعيداً إذن السعادة ليست في ذلك ..
ما السعادة إذن .. وكيف أحققها ؟
{ السعادة شيء نفسي عندما نقوم بعمل نبيل ..
{ السعادة قوة داخلية تشيع في النفس سكينة وطمأنينة .
{ السعادة مدد إلهي يضفي على النفس بهجة وأريحية .
{ السعادة صفاء قلبي ونقاء وجداني وجمال روحاني .
{ السعادة هبة ربانية ، ومنحة إلهية ، يهبها الله من يشاء من عباده جزاء لهم على أعمال جليلة قاموا بها ...
{ السعادة شعور عميق بالرضا والقناعة .
{ السعادة ليست سلعة معروضة في الأسواق تباع وتشترى ، فيشتريها الأغنياء ، ويُحرم منها الفقراء .. ولكنها سلعة ربانية تبذل فيها النفوس والمنهج لتحصيلها والظفر بها .
{ السعادة راحة نفسية .
{ السعادة في أن تدخل السرور على قلوب الآخرين ، وترسم البسمة على وجوههم ، وتشعر بالارتياح عند تقديم العون لهم وتستمتع باللذة عند الإحسان إليهم .
{ السعادة في تعديل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي مثمر .
{ السعادة في الواقعية في التعامل وعدم المثالية في النظر إلى الأشياء .
{ السعادة القدرة على مواجهة الضغوط والتكيف معها من خلال التحكم بالانفعالات والأعصاب والمشاعر .
{ السعادة في العلم النافع والعمل الصالح .
{ السعادة في ترك الغل والحسد والنظر إلى ما في أيدي الآخرين .
{ السعادة في ذكر الله وشكره وحسن عبادته .
{ السعادة في الفوز بالجنة والنجاة من النار ، والتمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ، قال تعالى :{ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}(هود : 108 )
كلمات في السعادة:
{ السعيد منْ وُعِظ بغيره .. والشقي من اتعظ به غيره .
{ قوام السعادة في الفضيلة .
{ السعادة في أن تحبي ما تعملين ، لا أن تعملي ما تحبين .
{ السعيد من اعتبر بأمسه ، واستظهر لنفسه ، والشقي من جمع لغيره ، وبخل على نفسه بخيره .
{ السعيد هو المستفيد من ماضيه ، المتحمس لحاضره ، المتفائل بمستقبله .
{ سعادة الإنسان في حفظ اللسان .
{ لا سبيل إلى السعادة في الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حرّاً طليقاً من قيود الشهوة وأسر الغرائز والهوى .
{ شديد حبّك للطاعة ، وإقبال قلبك على مولاك ، وحضورك في العبادة دليل على سبق السعادة .
{ السعادة لا تشترى بالمال ولكنها تباع به .
{ الإقبال على الله تعالى ، والإنابة إليه، والرضا به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره ، والفرح والسرور بمعرفته ، ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة .
{ أكثر الناس يظنون السعادة فيما يتم به شقاؤهم .
{ بين الشقاء والسعادة تذكر عواقب الأمور .
عنوان السعادة:
* ذكر الإمام ابن القيم أن عنوان سعادة العبد ثلاثة أمور هي :
1- إذا أنعم عليه شكر . 2- إذا ابتلي صبر . 3- إذا أذنب استغفر .
قال : " فإن هذه الأمور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ، لا ينفك عبد عنها أبداً " .
فوائد السعادة([1]) :
{ السعادة تمنح الإنسان راحة نفسية وقبولاً ذاتياً ..
{ السعادة تدخل على الأسرة السرور والروح والهدوء .
{ السعادة تربي الأولاد على طبيعة الحياة الإيجابية .
{ السعادة تساعد الإنسان على الاهتمام بالأهداف السامية بدلاً من الانشغال بالنفس والجسد .
{ السعادة تمنح الجسد انسجامية رائعة ، مما يجعل أجهزة الجسد المتنوعة تعمل بكفاءة .
{ السعادة تعطي الشخص الفرصة لأن يكون مبدعاً ومخترعاً .
{ السعادة تضعفي على المجتمع الفرحة فينسجم وينتج .
الخطوات العملية لتحقيق السعادة
كيف تكون سعيداً ؟
يستطيع كل إنسان أن يصنع سعادته إذا التزم بقوانين السعادة وطبَّق خطواتها ، وتكون قوة سعادته بحسب التزامه بتلك القوانين ، وضعفها بحسب تفريط فيها .
* أما خطوات السعادة التي تشكل قوانينها فقد تضمنتها النقاط التالية :
1- آمن بالله تعالى :
فلا سعادة بغير الإيمان بالله تعالى ؛ بل إن السعادة تزداد وتضعف بحسب هذا الإيمان ، فكلما كان الإيمان قوياً كانت السعادة أعظم ، وكلما ضعف الإيمان ؛ ازداد القلق والاكتئاب والتفكير السلبي مما يؤدي إلى مرارة العيش أو التعاسة في الحياة .
2- آمن بقدرة الله القاهرة :
فمن استشعر هذه القدرة الإلهية العظيمة التي لا حدود لها ، لم تسيطر عليه الأوهام ، ولم ترهبه المشكلات ؛ لأن له ركناً وثيقاً إليه عند حدوث المحن ومدلهمًَّات الأمور .
3- آمن بقضاء الله وقدره :
فالإيمان بالقضاء والقدر يبعث على الرضا القلبي والراحة النفسية والسكينة ، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له )) ( رواه مسلم ) .
ما أروع هذا الحديث ، وما أعظم دلالاته على السعادة الحقيقية .. الإيمان بالقضاء والقدر هو سبيل السعادة :
* الصبر على البلاء .
* الشكر على النعماء .
* ترك الاعتراض والتسخط على شيء من الأقدار ..
كل ذلك يؤدي إلى الراحة والطمأنينة والسعادة .
4- ليكن السعداء قدوتك في الحياة :
وأعني بالسعداء الذين قدَّموا للبشرية خدمات جليلة مع اتصافهم بالإيمان بالله تعالى ، وأول هؤلاء هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسعادة كل السعادة في اتباع سبيله ، والشقاء كل الشقاء في مفارقة هُداه وترك سُنته .
5- تخلص من القلق النفسي :
* القلق يؤدي إلى الحزن والاكتئاب .
* القلق يؤدي إلى الفشل في الحياة .
* القلق يؤدي إلى الجنون .
* القلق يؤدي إلى الأمراض الخطيرة .
* حاول اكتشاف أسباب القلق لديك ، ثم عالج كل سبب على حدة .
* ناقش نفسك ومن حولك بهدوء ولا تلجأ إلى الانفعال .
* استثمر قلقك في التفوق الدائم والسعي نحو الأهداف النبيلة .
* ليكن قلقك فعالاً في العلاج مشكلاتك .
* كون بسيطاً ولا تلجأ إلى تعقيد الأمور .
6- اعرف طبيعة الحياة :
لابدّ في الحياة من كدر ، ولابدّ من منغّصات ، ولابدَّ فيها من توتر وابتلاء ، فهذه الأمور من حكم الله سبحانه في الخلق ، لينظر أيُّنا أحسن عملاً ، فالواجب أن نعرف طبيعة الحياة ، ونتقبلها على ما هي عليه ، ولا يمنع ذلك من دفع الأقدار بالأقدار ، ومقاومة المكاره بما يذهبها ، فإن معرفة طبيعة الحياة لا يعني سيطرة روح اليأس ، بل عكس ذلك هو الصحيح.
7- غير عاداتك السلبية إلى أخرى إيجابية :
إن اكتساب عادة عقلية ( ذهنية أو نفسية ) جديدة ليس أمراً صعباً ، فهو يتطلب (21) يوماً . في هذه الأيام الإحدى والعشرين علينا أن:
1- نفكّر . 2- ونتحدّث .
3- ونتصرف وفق ما تمليه علينا العادة الجديدة المطلوبة .
4- وأن نتصور ونتخيّل بوضوح تام كيف نريد أن نكون .
إذا فكَّرت بنفسك وكأنك صرت بالشكل المطلوب ، فإن هذا التصور يتحول إلى حقيقة بالتدريج ، وإلى هذا يشير المثل القائل: الحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم.
8- سعادتك في أهدافك :
إن سبب شقاء كثير من الناس هو عدم وجود أهداف يسعون إلى تحقيقها ، وقد تكون لهم أهداف ولكنها ليست نبيلة أو سامية ، ولذلك فإنهم لا يشعرون بالسعادة في تحقيقها ، أما الذي يحقق السعادة فهو الهدف النبيل ، والغاية السامية .
إن الأهداف العظيمة تتيح للفرد أن يتجاوز العقبات التي تعترض طريقه ، ويستطيع من خلال ذلك أن ينتج في وقت قصير ما ينتجه غيره في وقت كبير جداً ، فالمرء بلا هدف إنسان ضائع . فهل نتصور قائد طائرة يقلع وليس عنده مكان يريد الوصول إليه ، ولا خارطة توصله إلى ذلك المكان ؟ ربما ينفذ وقوده ، وتهوى طائرته وهو يفكر إلى أين سيذهب ، وأين المخطط الذي يوصله إلى وجهته !
9- خفف آلامك :
لاشكَّ أن الإنسان معرَّض للنكبات والمصائب ، ولكنه لا ينبغي أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذي ابتلي بتلك المصائب ؛ بل عليه أن يخففها ويهونها على نفسه عن طريق :
أ- تصور كون المصيبة أكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة .
ب- تأمل حال منْ مصيبته أعظم وأشدّ .
جـ - انظر ما أنت فيه من نعم وخير حُرم منه الكثيرون .
د- لا تستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة .
10- لا تنتظر الأخبار السيئة :
إذا فكرت باستمرار في البؤس ، فإن خوفك يعمل بشكل مساوٍ لرغبتك ، ويجذب إليك المصيبة ، وتصبح أسباب هذه المصيبة قريبة منك بسبب خوفك وتشاؤمك . ومن الطبيعي أن يشتد قلقك فيستدعي مصيبة جديدة ، وهكذا تدور في حلقة مفرغة من التفكير السلبي بالمصائب وتوقع الأخبار السيئة .
* إنك عندما تُذكِّر نفسك بأن الحياة قصيرة ، وأن الأمور تتغير بسرعة فسوف تجد قدراً كبيراً من النور في حياتك .
11- انظر حولك :
إذا نظرت في نفسك فسوف تجد أشياء كثيرة تستحق الامتنان ، وكذلك إذا نظرت في الأشياء المحيطة بك .
إننا جميعاً معتادون على أن لنا بيتاً نأوي إليه ، وعملاً نزاوله ، وأسرة تحيط بنا ، ولذلك لا نشعر في الغالب بالسعادة تجاهها ، ولكننا إذا تذكرنا زوال هذه الأشياء وحرماننا منها ؛ فإن ذلك قد يكون سبباً للشعور بالسعادة بها .
12- لا تجعل الأشياء العادية تكدر عليك حياتك :
بعض الناس يتكدرون من حدوث أشياء بسيطة تحدث كل يوم ولا تستحق كل هذا العناء ، فينتابهم التوتر والحزن الشديد بسبب كوب كُسر أو جهاز تعطل ، أو ثوب تمزَّق أو غير ذلك من الأشياء العادية ، والواجب أن يتقبل الإنسان هذه الأمور العادية ولا يجعلها تصيبه بالإحباط أو تكدير الحال .
13- اعلم أن السعادة في ذاتك فلماذا تسافر في طلبها :
كلّ إنسان يملك قوى السعادة وقوانينها ، ولكن أغلب الناس لا يرون ذلك ؛ لأنهم لا ينظرون إلى أنفسهم ، بل ينظرون إلى الآخرين .. هل تذكر قصة حقل الألماس ؟!!
14- كن كالنحلة في نفع غيرك :
إن السعداء هم أخلق الناس بنفع الناس ، فالشخص الذي افتقد السعادة يجد الرضا دائماً في إشعار غيره من الناس بأنهم تعساء . أما الرجل السعيد المستمتع بحياته فتزداد متعته كلما شاركه فيها الناس ، وسواء كان سبب سرورك خبراً ساراً أو مشهداً طبيعياً خلاباً ، فإن سرورك لا يكتمل حتى تنقل هذا الخبر لغيرك من الناس ، أو تصحب غيرك ليتأمل معك المشهد الخلاب .
15- ثق بقدرتك على التخلص من المشاكل :
إن أفكارنا هي التي تلد كل شيء ، وليس للحوادث من أهمية إلا في الحدود التي نسمح لها أن تغرس فينا أفكاراً سلبية مدمرة ، فثقي بقدرتك .
إن الناجحين يحتفظون في الأزمات والصعوبات بأمل زاهر لا يتزعزع ، وهذا الأمل هو سبب معاودة النجاح .
تخيَّل عالمك الداخلي كحقل تنبت فيه كل فكرة من أفكارك . راقب العواطف والأفكار التي تعتلج في نفسك وتساءل : ما هي الثمرة التي تعطيها هذه الفكرة ؟ فإذا كانت الثمار من النوع الذي لا تريد اقتطافه فما عليك إلا أن تنتزع البذرة الصغيرة دون خوف ، وتضع مكانها بذرة صالحة .
16- تغلب على الخوف السلبي :
إن الهواجس والإخفاق والشقاء والأمراض تولد غالباً من الخوف ، وإذا أردت السلامة والنجاح والسعادة والصحة ؛ فيجب عليك أن تكافحي الخوف وتكوني كمن قال الله تعالى عنهم :{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}( آل عمران:173- 174) .
17- لا تعتقد أن مرضك مزمن ، وأن آلامك لا تنقطع أبداً ، فما من شيء يبقى في هذا العالم دون تجدد . إنك تستطيع بقدرة تفكيرك المبدع أن تتجدد وتحيا حياة جديدة .
18- لا تكن بائساً :
إذا اتفق الناس من حولك على أنك تحمل بلادة جدك مثلاً ، وأنك لن تنجح في الحياة ، ولن تكون محبوباً فارفض هذا الزعم بشدة ، واحذر من ثقل ماضٍ ليس هو ماضيك ، واغرس في نفسك الصفات المعاكسة للعيوب التي يريدون إرهاقك بها .
19- عليك أن توقف كل تفكير سلبي ، وكلَّ تأكيٍدٍ لبؤسك الحالي . أنكر الملموس وأكد الأمل ، والنجاح ، والصحة ، والسرور ، إنها هناك وراء الباب الذي أغلقه رفضك الإيمان بها ، وهي لا تنتظر سوى ندائك لتظهر نفسها .
20- احذر من تفكيرك أو كلامك ، فهو يحميك أو يعرضك للخطر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتبُ الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة )) [ رواه أحمد والترمذي والنسائي وصححه الألباني ] .
([1]) من كتاب (( 100 فكرة للحصول على السعادة الحقيقية )) للدكتور صلاح الراشد ص ( 21 ) .

من كتابي أسرار السعادة

كن جميلا تر الوجود جميلا
قال مالك بن دينار مر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب ميت فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عليه السلام ما أشد بياض أسنانه ([1]) .
هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مليء ؟
حقيقة إن الأمر لا يتعلق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة نظرك له هي الأساس وهي المحور القضية والمهم في الأمر أنه يتعلق بك أنت بأي عين تراه .تندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم فهو لا يرى إلا الشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاهرة النينو والاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياه البحر وغيرها . وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أو أسأت لها وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري والفجور واتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات يسألك باندهاش يا أخي أنت ماذا ترى ؟ أنت أين تعيش ؟ وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟وإذا تحدثت معه عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية . كبرت كلمة قلتها في نفسه تكاد عينيه تخرج من مكانها ويرتفع ضغطه ويندفع يهاجمك : أي تقدم علمي الذي خدم البشرية .. هذه التكنولوجيا كلها شر وفساد , في الإنترنت كم مليون موقع إباحي ينشر الرذيلة والفساد والصور الخليعة , وكم ألف موقع ينشر الأفكار الضالة والفرق المنحرفة وتعرفين ما جرته على المجتمع من فساد وإرهاب وغيرها .والمحمول وأضراره المعروفة على المجتمع انتشار الصور الفاسدة وانتهاك الأعراض وتصوير الناس والتعدي على حرمات البيوت .قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف أنك مهما حاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فإنه لا يمكن أن يراه لأن المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنه متخصص في رؤية الفساد والسوء فقط ولا يمكن أن يرى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأ المكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة وتستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة ، ويصح فيه قول إيليا : ترى الورود فترى الأشواك حولها و تعمى أن ترى الندى فوقها إكليلاوعلى الطرف الآخر هناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم إن حدثتهم عن البيئة ينساب الحديث من أفواههم كشعر ، يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس لا يقدرونه حق قدره ، إنه منظر لا يقدر بثمن ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان وإن نظروا إلى الصحراء وجدوا فيها جمالا خلابا فرمالها صفراء كالذهب وسماؤها واسعة متلألئة بالنجوم ورمالها الناعمة المرتسمة على الأرض بتشكيل فني رائع . إن حدثتهم عن الناس يقولون يا أختي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة, الناس فيها خير أما ترين حملات التبرعات وكيف يتسابق الناس للخير وعمل المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان . و إن حدثتهم عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية ردوا عليك : الحمد لله نحن في نعمة عظيمة .. التقدم التكنولوجي قدم خدمات جليلة للبشرية بفضل الله تعالى الآن بضغطة زر على جهاز الهاتف تطمئن على أخبار أي إنسان في أي مكان و الانترنت أكبر مكتبة معلوماتية في العالم أي معلومة تريدها بضغطة زر وإذا هي عندك والمحمول معك في أي مكان لا تفقد الاتصال في أي وقت وزودوه بالكاميرا تصور أجمل الذكريات بكل سهولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظرا جميلا أو غريبا تصوره من خلال المحمول شيء لا يصدق كأننا في خيال لا في حقيقة . وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤية وتعرف أن هناك عيونا متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة ,مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث تستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين نحلةو هناك مقولة رائعة في مدارس التفكير تقول (( إن الإدراك هو الإسقاط )) بمعنى أن ما ترينه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه .
كُنْ جميلاً تَرَى الوجود جميلاً:هناك أقوام من البشر لا يرون في الحياة إلا السواد والقبح والحروب وكل ما يفجع متشائمون على الدوام لا يرون في الوردة إلا شوكها .. هذا المعنى أرق الشاعر إيليا أبا ماضي فانطلق يهتف :
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى - قبل الرّحيل - الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ عليها ، ولصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون صفّقت الغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الأصيل الرّوابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا في السّهول هطيلا
قل لقوم يستنزفون المآقي هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا - أهل العقول - العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس فيلقي على الجميع سدولا
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا

[1] ) إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (ج 4 / ص 242)

من كتابي أسرار السعادة

كن جميلا تر الوجود جميلا
قال مالك بن دينار مر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب ميت فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عليه السلام ما أشد بياض أسنانه ([1]) .
هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مليء ؟
حقيقة إن الأمر لا يتعلق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة نظرك له هي الأساس وهي المحور القضية والمهم في الأمر أنه يتعلق بك أنت بأي عين تراه .تندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم فهو لا يرى إلا الشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاهرة النينو والاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياه البحر وغيرها . وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أو أسأت لها وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري والفجور واتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات يسألك باندهاش يا أخي أنت ماذا ترى ؟ أنت أين تعيش ؟ وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟وإذا تحدثت معه عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية . كبرت كلمة قلتها في نفسه تكاد عينيه تخرج من مكانها ويرتفع ضغطه ويندفع يهاجمك : أي تقدم علمي الذي خدم البشرية .. هذه التكنولوجيا كلها شر وفساد , في الإنترنت كم مليون موقع إباحي ينشر الرذيلة والفساد والصور الخليعة , وكم ألف موقع ينشر الأفكار الضالة والفرق المنحرفة وتعرفين ما جرته على المجتمع من فساد وإرهاب وغيرها .والمحمول وأضراره المعروفة على المجتمع انتشار الصور الفاسدة وانتهاك الأعراض وتصوير الناس والتعدي على حرمات البيوت .قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف أنك مهما حاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فإنه لا يمكن أن يراه لأن المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنه متخصص في رؤية الفساد والسوء فقط ولا يمكن أن يرى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأ المكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة وتستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة ، ويصح فيه قول إيليا : ترى الورود فترى الأشواك حولها و تعمى أن ترى الندى فوقها إكليلاوعلى الطرف الآخر هناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم إن حدثتهم عن البيئة ينساب الحديث من أفواههم كشعر ، يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس لا يقدرونه حق قدره ، إنه منظر لا يقدر بثمن ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان وإن نظروا إلى الصحراء وجدوا فيها جمالا خلابا فرمالها صفراء كالذهب وسماؤها واسعة متلألئة بالنجوم ورمالها الناعمة المرتسمة على الأرض بتشكيل فني رائع . إن حدثتهم عن الناس يقولون يا أختي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة, الناس فيها خير أما ترين حملات التبرعات وكيف يتسابق الناس للخير وعمل المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان . و إن حدثتهم عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية ردوا عليك : الحمد لله نحن في نعمة عظيمة .. التقدم التكنولوجي قدم خدمات جليلة للبشرية بفضل الله تعالى الآن بضغطة زر على جهاز الهاتف تطمئن على أخبار أي إنسان في أي مكان و الانترنت أكبر مكتبة معلوماتية في العالم أي معلومة تريدها بضغطة زر وإذا هي عندك والمحمول معك في أي مكان لا تفقد الاتصال في أي وقت وزودوه بالكاميرا تصور أجمل الذكريات بكل سهولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظرا جميلا أو غريبا تصوره من خلال المحمول شيء لا يصدق كأننا في خيال لا في حقيقة . وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤية وتعرف أن هناك عيونا متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة ,مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث تستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين نحلةو هناك مقولة رائعة في مدارس التفكير تقول (( إن الإدراك هو الإسقاط )) بمعنى أن ما ترينه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه .
كُنْ جميلاً تَرَى الوجود جميلاً:هناك أقوام من البشر لا يرون في الحياة إلا السواد والقبح والحروب وكل ما يفجع متشائمون على الدوام لا يرون في الوردة إلا شوكها .. هذا المعنى أرق الشاعر إيليا أبا ماضي فانطلق يهتف :
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى - قبل الرّحيل - الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ عليها ، ولصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون صفّقت الغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الأصيل الرّوابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا في السّهول هطيلا
قل لقوم يستنزفون المآقي هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا - أهل العقول - العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس فيلقي على الجميع سدولا
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا

[1] ) إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (ج 4 / ص 242)

أسرار السعادة

من كتاب أسرار السعادة تأليف ناصر الشافعي
الجوهرة الأولى
ليست محطة بل رحلة
أفضل وقت لتعيش بسعادة ...
كانت مشكلته الكبرى والعقبة الكئود التي تنغص عليه حياته أنه رسب عدة مرات في الثانوية الأزهرية ، كان يحلم ليل نهار بهذا اليوم الذي ستنتهي فيه هذه المشكلة ، كان ينتظر خبر نجاحه بفارغ الصبر ..
وتحقق المستحيل وجاء خبر النجاح .. وفي كلية أصول الدين تكررت نفس الأحداث خلال تسع سنوات يحلم خلالها بذلك اليوم الذي تبدأ فيه حياته بعد أن ينتهي من الكلية ثم ينطلق في الحياة ليعمل ويتزوج ويستقر .. وبعد أن انتهت الكلية عمل فترة من الزمن مع والده ، وكان ذلك شاقا عليه ، فترك القرية وذهب ليعمل فترة من الزمن في القاهرة ، ثم عاد إلى القرية وتزوج وظل يحلم بيوم سعيد مع زوجته بعد وفاة والديه – وهذا لم يحدث حتى الآن – وظل يحلم بذلك اليوم الذي سيكون فيه صاحب مشروع و ...............
لم تنته المشاكل قط من حياته .. ولم يسعد يوما ..
في اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور يعيش صاحبنا هذا مشاكل أخرى جديدة من نوع جديد ..
إنه – يا أخي الحبيب – يعلق سعادته على أحداث لم تقع بعد ، ويحلم بيوم يحدث فيه تغيير نحو الأفضل – دون تدخل منه – وينتظر أحداثا تحدث فتتغير حياته ، لكنه قط لم يحاول أن يغير حياته ، ولكنه قط لم يحاول أن يعيش حياته .. لم أره يوما سعيدا ليس هو فقط بل هو وأمثاله ..
لعلك صادفت في حياتك الكثيرين ممن كنا نتحدث معهم عن الإيجابية والتفاعل مع قضايا المجتمع والدين والوطن وعن مساهمتهم في التغيير وعن الدعوة إلى الله تعالى فيقول لك : بعد الكلية .. بعد الوظيفة .. بعد الزواج .. بعد الإنجاب .. بعد تعليم الأولاد .. بعد تخرجهم .. بعد زواجهم .. بعد المعاش .. بعد .... الموت !!!
نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج .. نستقبل طفلنا الأول، أو طفلا آخر بعده ..
ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا مازالوا صغارا، ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن.
ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن، ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم.
ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.فإن لم يكن الآن.. فمتى إذن؟حياتك مملوءة دوما بالتحديات، ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات.
الناس يعتقدون دائما بأن الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.ولكن في كل مرة هناك محنة يجب تجاوزها، عقبة في الطريق يجب عبورها، عمل يجب إنجازه، دَيْن يجب دفعه، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة.ولكن في المحصلة هذه الأمور كانت هي الحياة.
لا وجود للطريق نحو السعادة.السعادة هي بذاتها الطريق.
ولذلك فاستمتع بكل لحظة.لا تنتظر ...
أن تنتهي المدرسة لكي تعود من المدرسة ..
أن يخف وزنك قليلا ..
أن تزيد وزنك قليلا ..
أن تبدأ عملك الجديد ..أن تتزوج ..أن تبلغ مساء الجمعة .. أن تحصل على سيارة جديدة، على أثاث جديد ..أن يأتي الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء .. أو تحل بداية الشهر أو منتصفه ..أن تموت.. أن تولد من جديد ... كي تكون سعيدا.
السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها : لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن ..عش وتمتع باللحظة الحاضرة ..
اسعد الآن وليس غدا ..
هل أنت تعيش الآن ؟
أم أجلت حياتك إلى أجل غير مسمى ؟ ستكون الإجابة عن هذا السؤال حتما :" لا شك في أني أعيش الآن " لكن المحزن حقا أن من الناس من لا يعيشون الحاضر ، وإنما يجمدون حياتهم في ثلاجات أنفسهم إلى أن يأتي وقت يفكرون أنه الوقت المناسب للحياة التي يرغبون فيها .. ويعتقدون أنه لا بأس عليهم إن هم قاسوا الآن من القلق والتوتر والحرمان لأنهم غير راضين عن حياتهم وظروفهم ولأنهم في فزع دائم من غول المستقبل .
سئل أحدهم عما يخططه للعمل في المستقبل مما لا يفعله الآن ، أجاب بعد تردد بأنه يفكر في دراسة علم النبات وأنه شغوف بالعمل مع النباتات وأن العمل بالزراعة هو حلم الطفولة .. لكنه اتجه إلى الصناعة ليرضي والده ، والآن في منتصف العمر لا يستمتع بعمله ولا بأسرته ولا بنفسه .
ولما سئل عما يحول بينه وبين بدء الدراسة التي يهواها الآن ، ذهل ، وقال : إنه لم يعد يستطيع ذلك الآن .
الواقع أن ( الآن ) هو أنسب الأوقات بل هو الوقت الوحيد المتاح المضمون لأنه سيواصل اكتئابه ما دام يؤجل تحقيق حلم الطفولة ، ويؤجل بذلك سعادته منتظرا وقتا مناسبا في المستقبل الانتظار محفوف بالمخاطر غير مضمون كما أنه يحرمه من استثمار الحاضر والاستمتاع به .
لست حيا إذا اخترقت الزمن مرددا لنفسك ما تحلم بأنك فاعله فيما بعد عندما تتقاعد أو تصل إلى سن معينة ، لست حيا الآن ولا تعرف ما إذا كنت ستعيش غدا حتى تحقق حلم الطفولة . يبدو أن الرجل اقتنع بالفكرة ، وقرر أن يعيش (الآن ) حياته كاملة ، فترك عمله الصناعي وحصل على مكافآته والتحق بدراسة النبات ، ولم يمض وقت طويل حتى التحق بعمل طيب في قسم الدراسات بشركة كبيرة لتجارة المحاصيل لم يعد يعاني من القلق والتوتر العصبي ، وأصبح يتقاضى أجرا أكبر في عمله الممتع الجديد لا تفارق الابتسامة شفتيه لأنه يعيش (الآن )يعيش الحاضر ولا ينتظر ، بيننا أشخاص كثيرون جدا يعانون من بعض أشكال الأمراض العاطفية . لأنهم يحاولون تأجيل حياتهم ... هل التأجيل مشكلتك ؟ لمعرفة الحقيقة اكتب قائمة بما تعمله في الوقت الحاضر ، ثم اكتب قائمة بما تفضل أن تعمله وقارن بين القائمتين ، إذا وجدت متناقضات كثيرة بين القائمتين فأنت في حاجة إلى عمل تعديلات في حياتك .. كيف ؟
أولى الخطوات وأهمها : أن تعلم نفسك الأهمية النفسية والتأثير العاطفي لكلمة (الآن ) تعليم نفسك أهمية ( الآن) يعني الحصول على أقصى قدر من فائدة الحاضر العاجل .. يعني رفع كفاية
لتغيير العالم ...
يقول الإنسان دوما : عندما كنت شابا حرا طليقا ، ولم تكن لمخيلتي حدود ، كنت أحلم في تغيير العالم. وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم لا يتغير ، لذا قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر.إلا أن بلدي هي الأخرى بدت وكأنها باقية على ما هي عليه. وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا أقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل.واليوم .. وأنا على فراش الموت ، أدركت فجأة كل ما هو في الأمر.. ليتني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بإلهام وتشجيع منها ، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ، ومن يدري ، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته.
جدد حياتك من الداخل كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته،ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحول خطير في مكانته. وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة. كعيد ميلاد أو غرة عام جديد مثلا.وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس. وهذا وهم، فإن تجدد الحياة قبل كل شيء ينبع من داخل النفس.والرجل المقبل على الحياة بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرّفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تطمر أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!!.
وذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجهه من شئون كريهة.
إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.إنه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة فيه والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.لا مكان لتريث.. إن الزمن قد يمد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق، أما أن يهب طاقة على الخطو أو الجري لمن لا إرادة له أصلا في السير في طريق الحق فهذا مستحيل.لا تعلق بناء حياتك:لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغد، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. فما بين يديك حاضرا هي الدعائم التي يتمخض عنها المستقبل. وكما أن كل تأخير لإنفاذ التجديد في حياتك لا يعني سوى إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها وبقائك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط. لا بل قد يكون طريقا لانحدار أشد وهنا الطامة .
ما أجمل أن يعيد النظر الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى لتخلص من هذه الهنات التي تزري به.بين الحين والآخر نقوم بتنظيم أدراج مكاتبنا التي تبعثر عليها الأوراق والقصاصات نقوم بترتيب ما هو بحاجة للترتيب وبرمي ما لا معنى له في سلة المحذوفات ، وكما أن الفوضى تدب في البيت بعد أعمال يوم كامل أيضا، تمتد إليه الأيدي الدائبة لتطرد هذه الفوضى.إن كان هذا حال الأثاث والبيت فألا تستحق حياة الإنسان هذه الجهد والتنظيم؟ ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها إلى إعادة النظر والمحاسبة؟ إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك ؛ حيث إن الكيان الإنساني قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات.
ابحث في الداخل :
مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، ومن يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
قرأنا قديما أسطورة عن شخص كان يسعى إلى الكنز ، ومن أجل العثور عليه قام برحلة طويلة كانت مليئة بالمخاطر والمغامرات والصعاب والأشخاص الذين تعرف عليهم خلال رحلته الطويلة ، وحينما وصل إلى الكنز اكتشف الاكتشاف الأعظم أنه لم يكن هناك كنز وأن الكنز ليس في المال بل في الرحلة ذاتها وفي الخبرات التي اكتسبها من خلال رحلته وفي الأشخاص الذين تعرف عليهم أثناء ذلك كله ..
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها.
لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، وأن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، وألا تكون مخلصاً ، وتنهمك - عبثاً - في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، وأن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، وأن تحيا على هامش حياة الآخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .
إنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها ، حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها ، ولا معنى لها ، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده من قرب وبدقة .
إنه لمن المفترض -ضمناً- أن حياتك قد خلقت كي تكون لك .
إن حياتك قد وهبت لك كي تخلق لها معناها . وإن لم تسر حياتك على النحو الذي ترغبه ، فلا تلم إلا نفسك . فلا أحد مدين لك بأي شيء . إنك الشخص الوحيد الذي يستطيع إحداث اختلاف في حياتك له من القوة ما يبقيه راسخاً ، لأن الدعم الضئيل الذي قد تتلقاه من هنا أو هناك لا يعني شيئاً ما لم تكن ملتزماً بأن تقطع كامل الطريق بمفردك مهما واجهت من مصاعب .
إن أياً من العهود التي يقطعها لك الآخرون على أنفسهم ليس لها من القوة ما يمكنها من إحداث ذلك الاختلاف الدائم..
إن الخيانة والاستسلام -على الرغم من شدة آثارهما - ليس لديهما القدرة على تقييد مسيرة تطورك أو إعاقة نجاحك ما لم تكن أنت الذي يختلق الأعذار كي تفشل هذا الفشل الذريع.
إن لديك القدرة أن تتغلب على كل العوائق تقريباً لو استطعت أن تواجه الحياة بشكل مباشر . وأنت كإنسان يريد أن يحيى حياة هانئة سيتحتم عليك أن تجتاز الكثير من مثل هذه العوائق طوال الوقت
إن أول شيء يلزمك التغلب عليه هو ذلك الاعتقاد السخيف بأن هنالك من سيدخل حياتك كي يحدث لك كل التغييرات اللازمة .
لا تعتمد على أي شخص قد يأتي لينقذك ، ويمنحك الدفعة الكبرى لكي تنطلق ، ويهزم أعداءك ، ويناصرك ، ويمنحك الدعم اللازم لك ، ويدرك قيمتك ، ويفتح لك أبواب الحياة .
إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها ، و إلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها .
إنك تستحق السعادة ، ولكنك أيضاً تستحق أن تحصل على ما تريد ؛ لذا انظر إلى الأشياء التعيسة في حياتك سترى أنها عبارة عن سجل لعدد المرات التي فشلت فيها أن تكون ذاتك .
إن تعاستك -في الواقع - لا تعدو أن تكون سوى ناقوسٍ يدق لك كي تتذكر أن هناك ما ينبغي أن تفعله كي تسترد سعادتك .
ولأن الإحساس بالسعادة هو أن يحب المرء الطريقة التي يشعر بها ، فإن كونك غير سعيد يعني أنك لا تحب الطريقة التي تشعر بها .
إنك الشخص الذي يفترض أن يفعل شيئاً حيال ذلك .
إن تحقيق السعادة يتطلب منك أن تخوض -دائماً - بعض المخاطر التي تكون صغيرة ، ولكنها هامة في ذات الوقت .
إنك في حاجة لأن تجعل الآخرين يقدرونك حق قدرك .تجنب المناورات ، والمجادلات التي لا هدف لها ، والمواجهات .
إنك في حاجة لأن تتفوه بالحقيقة وتصحح أكاذيبك .
إنك في حاجة للتوقف عن تمثيل دور الضحية حتى يمكنك الاستمتاع بنجاحك دون شعور بالذنب.
لكي تجد السعادة ، فأنت بحاجة لأن تكون ذاتك لا أن تتظاهر بما ليس فيك .
إنك في حاجة لأن تتحرر من توقعاتك الناتجة عن معتقداتك عما يجب أن تكون عليه الحياة حتى لا تحكم على الآخرين -على غير أساس من الواقع - بأن لديهم قصوراً أو أنانية .
إنك بحاجة لأن تكف عن الحياة داخل ذكريات الماضي الغصة .
إنك بحاجة لأن تتعلم الصفح وغض الطرف كي تواصل مشوار الحياة .
إنك بحاجة لأن تكون مستمعاً جيداً حتى تستخلص أفضل ما لدى الآخرين من خبرة .
إنك بحاجة لأن تأخذ نفسك على محمل الجد ، ولكن ليس لدرجة أن تلزم نفسك أن تكون كاملاً طوال الوقت ، ألا تستطيع التعرف على أخطائك وجوانب ضعفك .
إنك بحاجة لأن تدرك أنك في حالة نمو متواصل لذا فإنك لزاماً عليك دائماً إدراك الحلول الوسط التي تعوق تقدمك في الحياة ، وكذلك العلاقات التي تشعر أنك تقدم فيها الكثير من التنازلات .
إنك في حاجة لهدف يوجه حياتك .
إنك بحاجة لأن تعلم لتحقيق هذا الهدف ، وأن تخلق الحياة التي تريدها ، لا أن تحيا على أمل الحرية الأجوف .
إن تحقيق السعادة يتطلب العمل ، عمل الحياة . وطالما أنك ستعيش حياتك الخاصة بك أنت ، فلعله يجدر بك أن تعيشها بأفضل طريقة ممكنة .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تفهم نفسك وتقبلها كما هي الآن .
إن تلك هي الحرية الحقيقية الوحيدة .
هذا هو الوقت المناسب لتحقيقها .
أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك .
إن تحقيق السعادة يكمن في حب الطريقة التي تشعر بها وأن تكون منفتحاً على المستقبل بدون مخاوف .
إن تحقيق السعادة هو أن تقبل ذاتك كما هي الآن .
إن تحقيق السعادة ليس في تحقيق الكمال ، أو الثراء ، أو الوقوع في الحب ، أو امتلاك سلطة ونفوذ ، أو معرفة الناس الذين تعتقد بوجوب معرفتهم ، أو النجاح في مجال عملك .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تحب نفسك بكل خصائصها الحالية -ربما ليس كل أجزاء نفسك تستحق أن تحبها - ولكن جوهرك يستحق ذلك.
إنك تستحق أن تحب نفسك بكل ما فيها الآن .
إذا كنت تعتقد أنه لك أن تكون أفضل مما أنت عليه كي تكون سعيداً وتحب نفسك ، فأنت بذلك تفرض شروطاً مستحيلة على نفسك .
مقدمة كتابي ( أسرار السعادة تأليف ناصر الشافعي )
أنصح بقراءته

المقدمة
" من أراد استطاع "
قراءتك لهذه السطور دليل على رغبتك الجادة الحقيقية الفعلية في بحثك عن السعادة ..
بقراءتك لهذه السطور قد قطعت نصف المسافة في طريقك إلى السعادة..
أهنئك على وصولك هنا فهو دليل بحثك عن السعادة .. كما هو دليل على قربك منها فعلا ..
تقبل مني أجمل التهاني فلقد وصلت إلى الشاطئ وانتهت رحلة البحث الطويلة وستبدأ رحلة السعادة الجميلة الممتعة, فهذا الكتاب هو خريطتك ودليلك لاكتشاف الكنوز التي بداخلك وهو أيضا بوصلة السعادة والنجاح الداخلي و الخارجي..
سوف تحقق ما تحلم به - بإذن الله تعالى - وتطور وتحسن ما تمتلك وتتخلص من كل ما يعيقك وكل مالا تحب , فإن كنت حلمت يوما بحياة أفضل فسوف تجد الطريق لها هنا إن شاء الله ..
في كتابي هذا سوف تحقق الحياة التي ترغبها وتستحقها.. وسوف تتقن فن الحياة الشخصية والعملية.. وسوف تُسخر سلطان العقل الذي سوف يمكنك من القيام بأي شيء والحصول على أي شيء و تحقيق و ابتكار أي شيء تريده لحياتك..
هل تعلم أنك بالفعل قد تغيرتَ بشرائك هذا الكتاب وقراءة هذه السطور ؟!
لقد تغيرتَ بالفعل – بفضل الله إلى الأفضل – بشرائك هذا الكتاب وقراءتك هذه السطور..
السعادة ضالة كل إنسان .. إننا لا نكل ولا نمل من البحث عنها في كل مكان وبكل وسيلة وبكل طريقة ..
السعادة هدف منشود ، ومطلب مُلِح .. وكل إنسان يعيش على وجه الأرض يسعى لإسعاد نفسه ، وطرد الهم عنها.
ولقد حرص الكُتاب والمفكرون والفلاسفة والأدباء والأطباء على البحث في أسباب جلب السعادة ، وطرد الهم ؛ ولكلٍِ وجهة هو موليها ، وقد علم كلُّ أُناسٍ مَشربهم.
ومع ذلك فإن السعادة التي يصل إليها أكثرهم سعادة مبتورة أو ناقصة أو وهمية أشبه ما تكون بالمخدر يتناوله متعاطيه ، فيشعر بنشوة لأول وهلة ، حتى إذا ذهب أثره رجعت إليه الأحزان أضعافاً مضاعفة.
السعادة زوجة جميلة .. قصر مشيد .. مال وفير .. ذرية كثيرة .. صحة في البدن .. كثرة الأصدقاء والأخلاء .. الرضا والقناعة .. المنصب والسلطة .. القوة والتحكم .. الشهرة ....؟!!!
السعادة داخلية أم خارجية .. هذه أمواج متلاطمة سنسبح فيها ونغوص في أعماقها من خلال صفحات هذا الكتاب الذي بين يديك .. إِن الجواهرَ في قاعِ البحارِ تنتظر الغواص الماهر يكشف عنها ويخرجها للناس فينتفعون بها ؛ فاقبلني غواصا لك – أخي الحبيب – ومرشدا يسبح و يغوص ويبحث هنا وهناك ليخرج لك الجواهر لتنتفع بها وتتجمل بها وتسعد ..
ورجائي في ذلك أن تقبل هديتي ..
ورجائي في ذلك أن تشاركني سعادتي ..
ورجائي في ذلك أن لا تضيع وقتك وجهدك وحياتك في محاولات وأخطاء وقد اختزلت لك كل ذلك وبذلت جهدي ووقتي وعلمي وفكري أن أكتشف لك هذه الجواهر وأقدمها لك على أطباق من نور.
ورجائي في ذلك أن تكافئني بدعاء صالح لي بظهر الغيب ..
أخـوك
ناصر الشافعي