كن جميلا تر الوجود جميلا
قال مالك بن دينار مر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب ميت فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عليه السلام ما أشد بياض أسنانه ([1]) .
هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مليء ؟
حقيقة إن الأمر لا يتعلق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة نظرك له هي الأساس وهي المحور القضية والمهم في الأمر أنه يتعلق بك أنت بأي عين تراه .تندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم فهو لا يرى إلا الشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاهرة النينو والاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياه البحر وغيرها . وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أو أسأت لها وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري والفجور واتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات يسألك باندهاش يا أخي أنت ماذا ترى ؟ أنت أين تعيش ؟ وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟وإذا تحدثت معه عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية . كبرت كلمة قلتها في نفسه تكاد عينيه تخرج من مكانها ويرتفع ضغطه ويندفع يهاجمك : أي تقدم علمي الذي خدم البشرية .. هذه التكنولوجيا كلها شر وفساد , في الإنترنت كم مليون موقع إباحي ينشر الرذيلة والفساد والصور الخليعة , وكم ألف موقع ينشر الأفكار الضالة والفرق المنحرفة وتعرفين ما جرته على المجتمع من فساد وإرهاب وغيرها .والمحمول وأضراره المعروفة على المجتمع انتشار الصور الفاسدة وانتهاك الأعراض وتصوير الناس والتعدي على حرمات البيوت .قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف أنك مهما حاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فإنه لا يمكن أن يراه لأن المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنه متخصص في رؤية الفساد والسوء فقط ولا يمكن أن يرى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأ المكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة وتستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة ، ويصح فيه قول إيليا : ترى الورود فترى الأشواك حولها و تعمى أن ترى الندى فوقها إكليلاوعلى الطرف الآخر هناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم إن حدثتهم عن البيئة ينساب الحديث من أفواههم كشعر ، يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس لا يقدرونه حق قدره ، إنه منظر لا يقدر بثمن ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان وإن نظروا إلى الصحراء وجدوا فيها جمالا خلابا فرمالها صفراء كالذهب وسماؤها واسعة متلألئة بالنجوم ورمالها الناعمة المرتسمة على الأرض بتشكيل فني رائع . إن حدثتهم عن الناس يقولون يا أختي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة, الناس فيها خير أما ترين حملات التبرعات وكيف يتسابق الناس للخير وعمل المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان . و إن حدثتهم عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية ردوا عليك : الحمد لله نحن في نعمة عظيمة .. التقدم التكنولوجي قدم خدمات جليلة للبشرية بفضل الله تعالى الآن بضغطة زر على جهاز الهاتف تطمئن على أخبار أي إنسان في أي مكان و الانترنت أكبر مكتبة معلوماتية في العالم أي معلومة تريدها بضغطة زر وإذا هي عندك والمحمول معك في أي مكان لا تفقد الاتصال في أي وقت وزودوه بالكاميرا تصور أجمل الذكريات بكل سهولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظرا جميلا أو غريبا تصوره من خلال المحمول شيء لا يصدق كأننا في خيال لا في حقيقة . وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤية وتعرف أن هناك عيونا متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة ,مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث تستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين نحلةو هناك مقولة رائعة في مدارس التفكير تقول (( إن الإدراك هو الإسقاط )) بمعنى أن ما ترينه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه .
كُنْ جميلاً تَرَى الوجود جميلاً:هناك أقوام من البشر لا يرون في الحياة إلا السواد والقبح والحروب وكل ما يفجع متشائمون على الدوام لا يرون في الوردة إلا شوكها .. هذا المعنى أرق الشاعر إيليا أبا ماضي فانطلق يهتف :
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى - قبل الرّحيل - الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ عليها ، ولصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون صفّقت الغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الأصيل الرّوابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا في السّهول هطيلا
قل لقوم يستنزفون المآقي هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا - أهل العقول - العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس فيلقي على الجميع سدولا
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
[1] ) إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (ج 4 / ص 242)
قال مالك بن دينار مر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بجيفة كلب ميت فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا الكلب فقال عليه السلام ما أشد بياض أسنانه ([1]) .
هل الكوب نصفه فارغ أم نصفه مليء ؟
حقيقة إن الأمر لا يتعلق بالكوب أساسا وليس الكوب محور القضية بل بطريقة نظرك له هي الأساس وهي المحور القضية والمهم في الأمر أنه يتعلق بك أنت بأي عين تراه .تندهش أحيانا من رؤية بعض الناس للدنيا وللعالم فهو لا يرى إلا الشرور والمصائب والفساد وكل أمر سلبي كأن ليس هناك أمر واحد جميل .إذا تحدثت معه عن الطبيعة وجمالها فتح لك ملفات فساد البيئة ودمار تسونامي وظاهرة النينو والاحتباس الحراري والتصحر والقضاء على الغابات وتلوث الأنهار وزيادة ملوحة مياه البحر وغيرها . وإذا تحدثت معه عن الخير والصلاح الذي في الناس كأنك قلت محرما أو أسأت لها وانطلق بحماس يتحدث عن الفساد المنتشر والانحلال الأخلاقي والرشاوى والتعري والفجور واتباع الغرب في سوء الأخلاق والمنكرات والمحرمات يسألك باندهاش يا أخي أنت ماذا ترى ؟ أنت أين تعيش ؟ وتتساءل في نفسك بل أنت أين تعيش ؟وإذا تحدثت معه عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية . كبرت كلمة قلتها في نفسه تكاد عينيه تخرج من مكانها ويرتفع ضغطه ويندفع يهاجمك : أي تقدم علمي الذي خدم البشرية .. هذه التكنولوجيا كلها شر وفساد , في الإنترنت كم مليون موقع إباحي ينشر الرذيلة والفساد والصور الخليعة , وكم ألف موقع ينشر الأفكار الضالة والفرق المنحرفة وتعرفين ما جرته على المجتمع من فساد وإرهاب وغيرها .والمحمول وأضراره المعروفة على المجتمع انتشار الصور الفاسدة وانتهاك الأعراض وتصوير الناس والتعدي على حرمات البيوت .قد ينعقد لسانك عن الرد على مثل هذا الكلام وتعرف أنك مهما حاولت أن تحدثه عن نصف الكوب الممتلئ وما في الدنيا من خير وجمال فإنه لا يمكن أن يراه لأن المشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عينيه كأنه متخصص في رؤية الفساد والسوء فقط ولا يمكن أن يرى غيره ومثل هذه العين كعين الذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد وتعمى أن ترى الأشياء الجميلة التي تملأ المكان من الأشجار والأزهار والمناظر المختلفة وتستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين ذبابة ، ويصح فيه قول إيليا : ترى الورود فترى الأشواك حولها و تعمى أن ترى الندى فوقها إكليلاوعلى الطرف الآخر هناك أشخاص يدهشونك بروعتهم ورؤيتهم فهم لا يرون إلا النصف الممتلئ من الكوب فهم يرون الخير والجمال وكل ما هو ممتع ومفيد في الدنيا والعالم إن حدثتهم عن البيئة ينساب الحديث من أفواههم كشعر ، يحدثونك عن روعة شروق الشمس وكيف أن الناس لا يقدرونه حق قدره ، إنه منظر لا يقدر بثمن ويحدثونك عن بهاء الأرض وحسنها في الربيع وقد اكتست بأجمل وأحلى الألوان وإن نظروا إلى الصحراء وجدوا فيها جمالا خلابا فرمالها صفراء كالذهب وسماؤها واسعة متلألئة بالنجوم ورمالها الناعمة المرتسمة على الأرض بتشكيل فني رائع . إن حدثتهم عن الناس يقولون يا أختي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة, الناس فيها خير أما ترين حملات التبرعات وكيف يتسابق الناس للخير وعمل المعروف و الجمعيات الخيرية في كل مكان . و إن حدثتهم عن التقدم العلمي وما فيه من فوائد تخدم البشرية ردوا عليك : الحمد لله نحن في نعمة عظيمة .. التقدم التكنولوجي قدم خدمات جليلة للبشرية بفضل الله تعالى الآن بضغطة زر على جهاز الهاتف تطمئن على أخبار أي إنسان في أي مكان و الانترنت أكبر مكتبة معلوماتية في العالم أي معلومة تريدها بضغطة زر وإذا هي عندك والمحمول معك في أي مكان لا تفقد الاتصال في أي وقت وزودوه بالكاميرا تصور أجمل الذكريات بكل سهولة لو كنت في أي مكان ورأيت منظرا جميلا أو غريبا تصوره من خلال المحمول شيء لا يصدق كأننا في خيال لا في حقيقة . وتتعجب مرة أخرى من روعة هذا الكلام وهذه الرؤية وتعرف أن هناك عيونا متخصصة في رؤية الجمال والخير والفضيلة ,مثل هذه العين كعين النحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل مفيد فقط كأن ليس هناك شيء حولها فاسد أو خبيث تستطيع أن تقول إن هذا الشخص يرى الدنيا بعين نحلةو هناك مقولة رائعة في مدارس التفكير تقول (( إن الإدراك هو الإسقاط )) بمعنى أن ما ترينه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه .
كُنْ جميلاً تَرَى الوجود جميلاً:هناك أقوام من البشر لا يرون في الحياة إلا السواد والقبح والحروب وكل ما يفجع متشائمون على الدوام لا يرون في الوردة إلا شوكها .. هذا المعنى أرق الشاعر إيليا أبا ماضي فانطلق يهتف :
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى - قبل الرّحيل - الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها اتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ عليها ، ولصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون صفّقت الغصون حتى تميلا
فإذا ذهّب الأصيل الرّوابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا في السّهول هطيلا
قل لقوم يستنزفون المآقي هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا - أهل العقول - العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس فيلقي على الجميع سدولا
أيّ هذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا
[1] ) إحياء علوم الدين ومعه تخريج الحافظ العراقي (ج 4 / ص 242)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق