من كتاب أسرار السعادة تأليف ناصر الشافعي
الجوهرة الأولى
ليست محطة بل رحلة
أفضل وقت لتعيش بسعادة ...
كانت مشكلته الكبرى والعقبة الكئود التي تنغص عليه حياته أنه رسب عدة مرات في الثانوية الأزهرية ، كان يحلم ليل نهار بهذا اليوم الذي ستنتهي فيه هذه المشكلة ، كان ينتظر خبر نجاحه بفارغ الصبر ..
وتحقق المستحيل وجاء خبر النجاح .. وفي كلية أصول الدين تكررت نفس الأحداث خلال تسع سنوات يحلم خلالها بذلك اليوم الذي تبدأ فيه حياته بعد أن ينتهي من الكلية ثم ينطلق في الحياة ليعمل ويتزوج ويستقر .. وبعد أن انتهت الكلية عمل فترة من الزمن مع والده ، وكان ذلك شاقا عليه ، فترك القرية وذهب ليعمل فترة من الزمن في القاهرة ، ثم عاد إلى القرية وتزوج وظل يحلم بيوم سعيد مع زوجته بعد وفاة والديه – وهذا لم يحدث حتى الآن – وظل يحلم بذلك اليوم الذي سيكون فيه صاحب مشروع و ...............
لم تنته المشاكل قط من حياته .. ولم يسعد يوما ..
في اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور يعيش صاحبنا هذا مشاكل أخرى جديدة من نوع جديد ..
إنه – يا أخي الحبيب – يعلق سعادته على أحداث لم تقع بعد ، ويحلم بيوم يحدث فيه تغيير نحو الأفضل – دون تدخل منه – وينتظر أحداثا تحدث فتتغير حياته ، لكنه قط لم يحاول أن يغير حياته ، ولكنه قط لم يحاول أن يعيش حياته .. لم أره يوما سعيدا ليس هو فقط بل هو وأمثاله ..
لعلك صادفت في حياتك الكثيرين ممن كنا نتحدث معهم عن الإيجابية والتفاعل مع قضايا المجتمع والدين والوطن وعن مساهمتهم في التغيير وعن الدعوة إلى الله تعالى فيقول لك : بعد الكلية .. بعد الوظيفة .. بعد الزواج .. بعد الإنجاب .. بعد تعليم الأولاد .. بعد تخرجهم .. بعد زواجهم .. بعد المعاش .. بعد .... الموت !!!
نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج .. نستقبل طفلنا الأول، أو طفلا آخر بعده ..
ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا مازالوا صغارا، ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن.
ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن، ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم.
ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.فإن لم يكن الآن.. فمتى إذن؟حياتك مملوءة دوما بالتحديات، ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات.
الناس يعتقدون دائما بأن الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.ولكن في كل مرة هناك محنة يجب تجاوزها، عقبة في الطريق يجب عبورها، عمل يجب إنجازه، دَيْن يجب دفعه، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة.ولكن في المحصلة هذه الأمور كانت هي الحياة.
لا وجود للطريق نحو السعادة.السعادة هي بذاتها الطريق.
ولذلك فاستمتع بكل لحظة.لا تنتظر ...
أن تنتهي المدرسة لكي تعود من المدرسة ..
أن يخف وزنك قليلا ..
أن تزيد وزنك قليلا ..
أن تبدأ عملك الجديد ..أن تتزوج ..أن تبلغ مساء الجمعة .. أن تحصل على سيارة جديدة، على أثاث جديد ..أن يأتي الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء .. أو تحل بداية الشهر أو منتصفه ..أن تموت.. أن تولد من جديد ... كي تكون سعيدا.
السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها : لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن ..عش وتمتع باللحظة الحاضرة ..
اسعد الآن وليس غدا ..
هل أنت تعيش الآن ؟
أم أجلت حياتك إلى أجل غير مسمى ؟ ستكون الإجابة عن هذا السؤال حتما :" لا شك في أني أعيش الآن " لكن المحزن حقا أن من الناس من لا يعيشون الحاضر ، وإنما يجمدون حياتهم في ثلاجات أنفسهم إلى أن يأتي وقت يفكرون أنه الوقت المناسب للحياة التي يرغبون فيها .. ويعتقدون أنه لا بأس عليهم إن هم قاسوا الآن من القلق والتوتر والحرمان لأنهم غير راضين عن حياتهم وظروفهم ولأنهم في فزع دائم من غول المستقبل .
سئل أحدهم عما يخططه للعمل في المستقبل مما لا يفعله الآن ، أجاب بعد تردد بأنه يفكر في دراسة علم النبات وأنه شغوف بالعمل مع النباتات وأن العمل بالزراعة هو حلم الطفولة .. لكنه اتجه إلى الصناعة ليرضي والده ، والآن في منتصف العمر لا يستمتع بعمله ولا بأسرته ولا بنفسه .
ولما سئل عما يحول بينه وبين بدء الدراسة التي يهواها الآن ، ذهل ، وقال : إنه لم يعد يستطيع ذلك الآن .
الواقع أن ( الآن ) هو أنسب الأوقات بل هو الوقت الوحيد المتاح المضمون لأنه سيواصل اكتئابه ما دام يؤجل تحقيق حلم الطفولة ، ويؤجل بذلك سعادته منتظرا وقتا مناسبا في المستقبل الانتظار محفوف بالمخاطر غير مضمون كما أنه يحرمه من استثمار الحاضر والاستمتاع به .
لست حيا إذا اخترقت الزمن مرددا لنفسك ما تحلم بأنك فاعله فيما بعد عندما تتقاعد أو تصل إلى سن معينة ، لست حيا الآن ولا تعرف ما إذا كنت ستعيش غدا حتى تحقق حلم الطفولة . يبدو أن الرجل اقتنع بالفكرة ، وقرر أن يعيش (الآن ) حياته كاملة ، فترك عمله الصناعي وحصل على مكافآته والتحق بدراسة النبات ، ولم يمض وقت طويل حتى التحق بعمل طيب في قسم الدراسات بشركة كبيرة لتجارة المحاصيل لم يعد يعاني من القلق والتوتر العصبي ، وأصبح يتقاضى أجرا أكبر في عمله الممتع الجديد لا تفارق الابتسامة شفتيه لأنه يعيش (الآن )يعيش الحاضر ولا ينتظر ، بيننا أشخاص كثيرون جدا يعانون من بعض أشكال الأمراض العاطفية . لأنهم يحاولون تأجيل حياتهم ... هل التأجيل مشكلتك ؟ لمعرفة الحقيقة اكتب قائمة بما تعمله في الوقت الحاضر ، ثم اكتب قائمة بما تفضل أن تعمله وقارن بين القائمتين ، إذا وجدت متناقضات كثيرة بين القائمتين فأنت في حاجة إلى عمل تعديلات في حياتك .. كيف ؟
أولى الخطوات وأهمها : أن تعلم نفسك الأهمية النفسية والتأثير العاطفي لكلمة (الآن ) تعليم نفسك أهمية ( الآن) يعني الحصول على أقصى قدر من فائدة الحاضر العاجل .. يعني رفع كفاية
لتغيير العالم ...
يقول الإنسان دوما : عندما كنت شابا حرا طليقا ، ولم تكن لمخيلتي حدود ، كنت أحلم في تغيير العالم. وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم لا يتغير ، لذا قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر.إلا أن بلدي هي الأخرى بدت وكأنها باقية على ما هي عليه. وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا أقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل.واليوم .. وأنا على فراش الموت ، أدركت فجأة كل ما هو في الأمر.. ليتني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بإلهام وتشجيع منها ، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ، ومن يدري ، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته.
جدد حياتك من الداخل كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته،ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحول خطير في مكانته. وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة. كعيد ميلاد أو غرة عام جديد مثلا.وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس. وهذا وهم، فإن تجدد الحياة قبل كل شيء ينبع من داخل النفس.والرجل المقبل على الحياة بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرّفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تطمر أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!!.
وذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجهه من شئون كريهة.
إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.إنه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة فيه والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.لا مكان لتريث.. إن الزمن قد يمد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق، أما أن يهب طاقة على الخطو أو الجري لمن لا إرادة له أصلا في السير في طريق الحق فهذا مستحيل.لا تعلق بناء حياتك:لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغد، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. فما بين يديك حاضرا هي الدعائم التي يتمخض عنها المستقبل. وكما أن كل تأخير لإنفاذ التجديد في حياتك لا يعني سوى إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها وبقائك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط. لا بل قد يكون طريقا لانحدار أشد وهنا الطامة .
ما أجمل أن يعيد النظر الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى لتخلص من هذه الهنات التي تزري به.بين الحين والآخر نقوم بتنظيم أدراج مكاتبنا التي تبعثر عليها الأوراق والقصاصات نقوم بترتيب ما هو بحاجة للترتيب وبرمي ما لا معنى له في سلة المحذوفات ، وكما أن الفوضى تدب في البيت بعد أعمال يوم كامل أيضا، تمتد إليه الأيدي الدائبة لتطرد هذه الفوضى.إن كان هذا حال الأثاث والبيت فألا تستحق حياة الإنسان هذه الجهد والتنظيم؟ ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها إلى إعادة النظر والمحاسبة؟ إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك ؛ حيث إن الكيان الإنساني قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات.
ابحث في الداخل :
مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، ومن يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
قرأنا قديما أسطورة عن شخص كان يسعى إلى الكنز ، ومن أجل العثور عليه قام برحلة طويلة كانت مليئة بالمخاطر والمغامرات والصعاب والأشخاص الذين تعرف عليهم خلال رحلته الطويلة ، وحينما وصل إلى الكنز اكتشف الاكتشاف الأعظم أنه لم يكن هناك كنز وأن الكنز ليس في المال بل في الرحلة ذاتها وفي الخبرات التي اكتسبها من خلال رحلته وفي الأشخاص الذين تعرف عليهم أثناء ذلك كله ..
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها.
لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، وأن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، وألا تكون مخلصاً ، وتنهمك - عبثاً - في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، وأن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، وأن تحيا على هامش حياة الآخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .
إنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها ، حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها ، ولا معنى لها ، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده من قرب وبدقة .
إنه لمن المفترض -ضمناً- أن حياتك قد خلقت كي تكون لك .
إن حياتك قد وهبت لك كي تخلق لها معناها . وإن لم تسر حياتك على النحو الذي ترغبه ، فلا تلم إلا نفسك . فلا أحد مدين لك بأي شيء . إنك الشخص الوحيد الذي يستطيع إحداث اختلاف في حياتك له من القوة ما يبقيه راسخاً ، لأن الدعم الضئيل الذي قد تتلقاه من هنا أو هناك لا يعني شيئاً ما لم تكن ملتزماً بأن تقطع كامل الطريق بمفردك مهما واجهت من مصاعب .
إن أياً من العهود التي يقطعها لك الآخرون على أنفسهم ليس لها من القوة ما يمكنها من إحداث ذلك الاختلاف الدائم..
إن الخيانة والاستسلام -على الرغم من شدة آثارهما - ليس لديهما القدرة على تقييد مسيرة تطورك أو إعاقة نجاحك ما لم تكن أنت الذي يختلق الأعذار كي تفشل هذا الفشل الذريع.
إن لديك القدرة أن تتغلب على كل العوائق تقريباً لو استطعت أن تواجه الحياة بشكل مباشر . وأنت كإنسان يريد أن يحيى حياة هانئة سيتحتم عليك أن تجتاز الكثير من مثل هذه العوائق طوال الوقت
إن أول شيء يلزمك التغلب عليه هو ذلك الاعتقاد السخيف بأن هنالك من سيدخل حياتك كي يحدث لك كل التغييرات اللازمة .
لا تعتمد على أي شخص قد يأتي لينقذك ، ويمنحك الدفعة الكبرى لكي تنطلق ، ويهزم أعداءك ، ويناصرك ، ويمنحك الدعم اللازم لك ، ويدرك قيمتك ، ويفتح لك أبواب الحياة .
إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها ، و إلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها .
إنك تستحق السعادة ، ولكنك أيضاً تستحق أن تحصل على ما تريد ؛ لذا انظر إلى الأشياء التعيسة في حياتك سترى أنها عبارة عن سجل لعدد المرات التي فشلت فيها أن تكون ذاتك .
إن تعاستك -في الواقع - لا تعدو أن تكون سوى ناقوسٍ يدق لك كي تتذكر أن هناك ما ينبغي أن تفعله كي تسترد سعادتك .
ولأن الإحساس بالسعادة هو أن يحب المرء الطريقة التي يشعر بها ، فإن كونك غير سعيد يعني أنك لا تحب الطريقة التي تشعر بها .
إنك الشخص الذي يفترض أن يفعل شيئاً حيال ذلك .
إن تحقيق السعادة يتطلب منك أن تخوض -دائماً - بعض المخاطر التي تكون صغيرة ، ولكنها هامة في ذات الوقت .
إنك في حاجة لأن تجعل الآخرين يقدرونك حق قدرك .تجنب المناورات ، والمجادلات التي لا هدف لها ، والمواجهات .
إنك في حاجة لأن تتفوه بالحقيقة وتصحح أكاذيبك .
إنك في حاجة للتوقف عن تمثيل دور الضحية حتى يمكنك الاستمتاع بنجاحك دون شعور بالذنب.
لكي تجد السعادة ، فأنت بحاجة لأن تكون ذاتك لا أن تتظاهر بما ليس فيك .
إنك في حاجة لأن تتحرر من توقعاتك الناتجة عن معتقداتك عما يجب أن تكون عليه الحياة حتى لا تحكم على الآخرين -على غير أساس من الواقع - بأن لديهم قصوراً أو أنانية .
إنك بحاجة لأن تكف عن الحياة داخل ذكريات الماضي الغصة .
إنك بحاجة لأن تتعلم الصفح وغض الطرف كي تواصل مشوار الحياة .
إنك بحاجة لأن تكون مستمعاً جيداً حتى تستخلص أفضل ما لدى الآخرين من خبرة .
إنك بحاجة لأن تأخذ نفسك على محمل الجد ، ولكن ليس لدرجة أن تلزم نفسك أن تكون كاملاً طوال الوقت ، ألا تستطيع التعرف على أخطائك وجوانب ضعفك .
إنك بحاجة لأن تدرك أنك في حالة نمو متواصل لذا فإنك لزاماً عليك دائماً إدراك الحلول الوسط التي تعوق تقدمك في الحياة ، وكذلك العلاقات التي تشعر أنك تقدم فيها الكثير من التنازلات .
إنك في حاجة لهدف يوجه حياتك .
إنك بحاجة لأن تعلم لتحقيق هذا الهدف ، وأن تخلق الحياة التي تريدها ، لا أن تحيا على أمل الحرية الأجوف .
إن تحقيق السعادة يتطلب العمل ، عمل الحياة . وطالما أنك ستعيش حياتك الخاصة بك أنت ، فلعله يجدر بك أن تعيشها بأفضل طريقة ممكنة .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تفهم نفسك وتقبلها كما هي الآن .
إن تلك هي الحرية الحقيقية الوحيدة .
هذا هو الوقت المناسب لتحقيقها .
أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك .
إن تحقيق السعادة يكمن في حب الطريقة التي تشعر بها وأن تكون منفتحاً على المستقبل بدون مخاوف .
إن تحقيق السعادة هو أن تقبل ذاتك كما هي الآن .
إن تحقيق السعادة ليس في تحقيق الكمال ، أو الثراء ، أو الوقوع في الحب ، أو امتلاك سلطة ونفوذ ، أو معرفة الناس الذين تعتقد بوجوب معرفتهم ، أو النجاح في مجال عملك .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تحب نفسك بكل خصائصها الحالية -ربما ليس كل أجزاء نفسك تستحق أن تحبها - ولكن جوهرك يستحق ذلك.
إنك تستحق أن تحب نفسك بكل ما فيها الآن .
إذا كنت تعتقد أنه لك أن تكون أفضل مما أنت عليه كي تكون سعيداً وتحب نفسك ، فأنت بذلك تفرض شروطاً مستحيلة على نفسك .
ليست محطة بل رحلة
أفضل وقت لتعيش بسعادة ...
كانت مشكلته الكبرى والعقبة الكئود التي تنغص عليه حياته أنه رسب عدة مرات في الثانوية الأزهرية ، كان يحلم ليل نهار بهذا اليوم الذي ستنتهي فيه هذه المشكلة ، كان ينتظر خبر نجاحه بفارغ الصبر ..
وتحقق المستحيل وجاء خبر النجاح .. وفي كلية أصول الدين تكررت نفس الأحداث خلال تسع سنوات يحلم خلالها بذلك اليوم الذي تبدأ فيه حياته بعد أن ينتهي من الكلية ثم ينطلق في الحياة ليعمل ويتزوج ويستقر .. وبعد أن انتهت الكلية عمل فترة من الزمن مع والده ، وكان ذلك شاقا عليه ، فترك القرية وذهب ليعمل فترة من الزمن في القاهرة ، ثم عاد إلى القرية وتزوج وظل يحلم بيوم سعيد مع زوجته بعد وفاة والديه – وهذا لم يحدث حتى الآن – وظل يحلم بذلك اليوم الذي سيكون فيه صاحب مشروع و ...............
لم تنته المشاكل قط من حياته .. ولم يسعد يوما ..
في اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور يعيش صاحبنا هذا مشاكل أخرى جديدة من نوع جديد ..
إنه – يا أخي الحبيب – يعلق سعادته على أحداث لم تقع بعد ، ويحلم بيوم يحدث فيه تغيير نحو الأفضل – دون تدخل منه – وينتظر أحداثا تحدث فتتغير حياته ، لكنه قط لم يحاول أن يغير حياته ، ولكنه قط لم يحاول أن يعيش حياته .. لم أره يوما سعيدا ليس هو فقط بل هو وأمثاله ..
لعلك صادفت في حياتك الكثيرين ممن كنا نتحدث معهم عن الإيجابية والتفاعل مع قضايا المجتمع والدين والوطن وعن مساهمتهم في التغيير وعن الدعوة إلى الله تعالى فيقول لك : بعد الكلية .. بعد الوظيفة .. بعد الزواج .. بعد الإنجاب .. بعد تعليم الأولاد .. بعد تخرجهم .. بعد زواجهم .. بعد المعاش .. بعد .... الموت !!!
نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج .. نستقبل طفلنا الأول، أو طفلا آخر بعده ..
ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا مازالوا صغارا، ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن.
ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن، ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم.
ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.فإن لم يكن الآن.. فمتى إذن؟حياتك مملوءة دوما بالتحديات، ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات.
الناس يعتقدون دائما بأن الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.ولكن في كل مرة هناك محنة يجب تجاوزها، عقبة في الطريق يجب عبورها، عمل يجب إنجازه، دَيْن يجب دفعه، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة.ولكن في المحصلة هذه الأمور كانت هي الحياة.
لا وجود للطريق نحو السعادة.السعادة هي بذاتها الطريق.
ولذلك فاستمتع بكل لحظة.لا تنتظر ...
أن تنتهي المدرسة لكي تعود من المدرسة ..
أن يخف وزنك قليلا ..
أن تزيد وزنك قليلا ..
أن تبدأ عملك الجديد ..أن تتزوج ..أن تبلغ مساء الجمعة .. أن تحصل على سيارة جديدة، على أثاث جديد ..أن يأتي الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء .. أو تحل بداية الشهر أو منتصفه ..أن تموت.. أن تولد من جديد ... كي تكون سعيدا.
السعادة هي رحلة وليست محطة تصلها : لا وقت أفضل كي تكون سعيدا أكثر من الآن ..عش وتمتع باللحظة الحاضرة ..
اسعد الآن وليس غدا ..
هل أنت تعيش الآن ؟
أم أجلت حياتك إلى أجل غير مسمى ؟ ستكون الإجابة عن هذا السؤال حتما :" لا شك في أني أعيش الآن " لكن المحزن حقا أن من الناس من لا يعيشون الحاضر ، وإنما يجمدون حياتهم في ثلاجات أنفسهم إلى أن يأتي وقت يفكرون أنه الوقت المناسب للحياة التي يرغبون فيها .. ويعتقدون أنه لا بأس عليهم إن هم قاسوا الآن من القلق والتوتر والحرمان لأنهم غير راضين عن حياتهم وظروفهم ولأنهم في فزع دائم من غول المستقبل .
سئل أحدهم عما يخططه للعمل في المستقبل مما لا يفعله الآن ، أجاب بعد تردد بأنه يفكر في دراسة علم النبات وأنه شغوف بالعمل مع النباتات وأن العمل بالزراعة هو حلم الطفولة .. لكنه اتجه إلى الصناعة ليرضي والده ، والآن في منتصف العمر لا يستمتع بعمله ولا بأسرته ولا بنفسه .
ولما سئل عما يحول بينه وبين بدء الدراسة التي يهواها الآن ، ذهل ، وقال : إنه لم يعد يستطيع ذلك الآن .
الواقع أن ( الآن ) هو أنسب الأوقات بل هو الوقت الوحيد المتاح المضمون لأنه سيواصل اكتئابه ما دام يؤجل تحقيق حلم الطفولة ، ويؤجل بذلك سعادته منتظرا وقتا مناسبا في المستقبل الانتظار محفوف بالمخاطر غير مضمون كما أنه يحرمه من استثمار الحاضر والاستمتاع به .
لست حيا إذا اخترقت الزمن مرددا لنفسك ما تحلم بأنك فاعله فيما بعد عندما تتقاعد أو تصل إلى سن معينة ، لست حيا الآن ولا تعرف ما إذا كنت ستعيش غدا حتى تحقق حلم الطفولة . يبدو أن الرجل اقتنع بالفكرة ، وقرر أن يعيش (الآن ) حياته كاملة ، فترك عمله الصناعي وحصل على مكافآته والتحق بدراسة النبات ، ولم يمض وقت طويل حتى التحق بعمل طيب في قسم الدراسات بشركة كبيرة لتجارة المحاصيل لم يعد يعاني من القلق والتوتر العصبي ، وأصبح يتقاضى أجرا أكبر في عمله الممتع الجديد لا تفارق الابتسامة شفتيه لأنه يعيش (الآن )يعيش الحاضر ولا ينتظر ، بيننا أشخاص كثيرون جدا يعانون من بعض أشكال الأمراض العاطفية . لأنهم يحاولون تأجيل حياتهم ... هل التأجيل مشكلتك ؟ لمعرفة الحقيقة اكتب قائمة بما تعمله في الوقت الحاضر ، ثم اكتب قائمة بما تفضل أن تعمله وقارن بين القائمتين ، إذا وجدت متناقضات كثيرة بين القائمتين فأنت في حاجة إلى عمل تعديلات في حياتك .. كيف ؟
أولى الخطوات وأهمها : أن تعلم نفسك الأهمية النفسية والتأثير العاطفي لكلمة (الآن ) تعليم نفسك أهمية ( الآن) يعني الحصول على أقصى قدر من فائدة الحاضر العاجل .. يعني رفع كفاية
لتغيير العالم ...
يقول الإنسان دوما : عندما كنت شابا حرا طليقا ، ولم تكن لمخيلتي حدود ، كنت أحلم في تغيير العالم. وكلما ازددت سنا وحكمة ، كنت اكتشف أن العالم لا يتغير ، لذا قللت من طموحي إلى حد ما وقررت تغيير بلدي لا أكثر.إلا أن بلدي هي الأخرى بدت وكأنها باقية على ما هي عليه. وحينما دخلت مرحلة الشيخوخة ، حاولت في محاولة يائسة أخيرة أن أغير عائلتي ومن كانوا أقرب الناس لي ، ولكن باءت محاولتي بالفشل.واليوم .. وأنا على فراش الموت ، أدركت فجأة كل ما هو في الأمر.. ليتني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي ، ثم بإلهام وتشجيع منها ، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي ، ومن يدري ، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته.
جدد حياتك من الداخل كثيرا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته،ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن في حالته، أو تحول خطير في مكانته. وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة. كعيد ميلاد أو غرة عام جديد مثلا.وهو في هذا التسويف يشعر بأن رافدا من روافد القوة قد يجيء مع هذا الموعد، فينشطه بعد خمول ويمنيه بعد إياس. وهذا وهم، فإن تجدد الحياة قبل كل شيء ينبع من داخل النفس.والرجل المقبل على الحياة بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، ولا تصرّفه وفق هواها. إنه هو الذي يستفيد منها ويحتفظ بخصائصه أمامها، كبذور الأزهار التي تطمر أكوام السبخ، ثم هي تشق الطريق إلى أعلى مستقبلة ضوء الشمس برائحتها المنعشة!!.
وذلك الإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجهه من شئون كريهة.
إنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.إنه بقواه الكامنة وملكاته المدفونة فيه والفرص المحدودة أو التافهة المتاحة له يستطيع أن يبني حياته من جديد.لا مكان لتريث.. إن الزمن قد يمد بعون يشد به أعصاب السائرين في طريق الحق، أما أن يهب طاقة على الخطو أو الجري لمن لا إرادة له أصلا في السير في طريق الحق فهذا مستحيل.لا تعلق بناء حياتك:لا تعلق بناء حياتك على أمنية يلدها الغد، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. فما بين يديك حاضرا هي الدعائم التي يتمخض عنها المستقبل. وكما أن كل تأخير لإنفاذ التجديد في حياتك لا يعني سوى إطالة الفترة الكابية التي تبغي الخلاص منها وبقائك مهزوما أمام نوازع الهوى والتفريط. لا بل قد يكون طريقا لانحدار أشد وهنا الطامة .
ما أجمل أن يعيد النظر الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى لتخلص من هذه الهنات التي تزري به.بين الحين والآخر نقوم بتنظيم أدراج مكاتبنا التي تبعثر عليها الأوراق والقصاصات نقوم بترتيب ما هو بحاجة للترتيب وبرمي ما لا معنى له في سلة المحذوفات ، وكما أن الفوضى تدب في البيت بعد أعمال يوم كامل أيضا، تمتد إليه الأيدي الدائبة لتطرد هذه الفوضى.إن كان هذا حال الأثاث والبيت فألا تستحق حياة الإنسان هذه الجهد والتنظيم؟ ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها إلى إعادة النظر والمحاسبة؟ إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك ؛ حيث إن الكيان الإنساني قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات.
ابحث في الداخل :
مزارع ناجح عمل في مزرعته بجدّ ونشاط إلى أن تقدم به العمر ، وذات يوم سمع هذا المزارع أن بعض الناس يسافرون بحثاً عن الألماس ، ومن يجده منهم يصبح غنياً جداً ، فتحمس للفكرة ، وباع حقله وانطلق باحثاً عن الألماس .
ظلَّ الرجل ثلاثة عشر عاماً يبحث عن الألماس فلم يجد شيئاً حتى أدركه اليأس ولم يحقق حلمه ، فما كان منه إلا أن ألقى نفسه في البحر ليكون طعاماً للأسماك .
غير أن المزارع الجديد الذي كان قد اشترى حقل صاحبنا، بينما كان يعمل في الحقل وجد شيئاً يلمع، ولما التقطه فإذا هو قطعة صغيرة من الألماس ، فتحمس وبدأ يحفر وينقب بجدٍّ واجتهاد ، فوجد ثانية وثالثة، ويا للمفاجأة! فقد كان تحت هذا الحقل منجم ألماس..
ومغزى هذه القصة أن السعادة قد تكون قريبة منك ، ومع ذلك فأنت لا تراها ، وتذهب تبحث عنها بعيداً بعيداً .
قرأنا قديما أسطورة عن شخص كان يسعى إلى الكنز ، ومن أجل العثور عليه قام برحلة طويلة كانت مليئة بالمخاطر والمغامرات والصعاب والأشخاص الذين تعرف عليهم خلال رحلته الطويلة ، وحينما وصل إلى الكنز اكتشف الاكتشاف الأعظم أنه لم يكن هناك كنز وأن الكنز ليس في المال بل في الرحلة ذاتها وفي الخبرات التي اكتسبها من خلال رحلته وفي الأشخاص الذين تعرف عليهم أثناء ذلك كله ..
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها.
لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .
إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
إنه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يبدوا غاية اهتمامهم بك ، وأن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور ، وألا تكون مخلصاً ، وتنهمك - عبثاً - في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام ، وأن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة ، وأن تحيا على هامش حياة الآخرين ، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة .
إنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها ، حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها ، ولا معنى لها ، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده من قرب وبدقة .
إنه لمن المفترض -ضمناً- أن حياتك قد خلقت كي تكون لك .
إن حياتك قد وهبت لك كي تخلق لها معناها . وإن لم تسر حياتك على النحو الذي ترغبه ، فلا تلم إلا نفسك . فلا أحد مدين لك بأي شيء . إنك الشخص الوحيد الذي يستطيع إحداث اختلاف في حياتك له من القوة ما يبقيه راسخاً ، لأن الدعم الضئيل الذي قد تتلقاه من هنا أو هناك لا يعني شيئاً ما لم تكن ملتزماً بأن تقطع كامل الطريق بمفردك مهما واجهت من مصاعب .
إن أياً من العهود التي يقطعها لك الآخرون على أنفسهم ليس لها من القوة ما يمكنها من إحداث ذلك الاختلاف الدائم..
إن الخيانة والاستسلام -على الرغم من شدة آثارهما - ليس لديهما القدرة على تقييد مسيرة تطورك أو إعاقة نجاحك ما لم تكن أنت الذي يختلق الأعذار كي تفشل هذا الفشل الذريع.
إن لديك القدرة أن تتغلب على كل العوائق تقريباً لو استطعت أن تواجه الحياة بشكل مباشر . وأنت كإنسان يريد أن يحيى حياة هانئة سيتحتم عليك أن تجتاز الكثير من مثل هذه العوائق طوال الوقت
إن أول شيء يلزمك التغلب عليه هو ذلك الاعتقاد السخيف بأن هنالك من سيدخل حياتك كي يحدث لك كل التغييرات اللازمة .
لا تعتمد على أي شخص قد يأتي لينقذك ، ويمنحك الدفعة الكبرى لكي تنطلق ، ويهزم أعداءك ، ويناصرك ، ويمنحك الدعم اللازم لك ، ويدرك قيمتك ، ويفتح لك أبواب الحياة .
إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها ، و إلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها .
إنك تستحق السعادة ، ولكنك أيضاً تستحق أن تحصل على ما تريد ؛ لذا انظر إلى الأشياء التعيسة في حياتك سترى أنها عبارة عن سجل لعدد المرات التي فشلت فيها أن تكون ذاتك .
إن تعاستك -في الواقع - لا تعدو أن تكون سوى ناقوسٍ يدق لك كي تتذكر أن هناك ما ينبغي أن تفعله كي تسترد سعادتك .
ولأن الإحساس بالسعادة هو أن يحب المرء الطريقة التي يشعر بها ، فإن كونك غير سعيد يعني أنك لا تحب الطريقة التي تشعر بها .
إنك الشخص الذي يفترض أن يفعل شيئاً حيال ذلك .
إن تحقيق السعادة يتطلب منك أن تخوض -دائماً - بعض المخاطر التي تكون صغيرة ، ولكنها هامة في ذات الوقت .
إنك في حاجة لأن تجعل الآخرين يقدرونك حق قدرك .تجنب المناورات ، والمجادلات التي لا هدف لها ، والمواجهات .
إنك في حاجة لأن تتفوه بالحقيقة وتصحح أكاذيبك .
إنك في حاجة للتوقف عن تمثيل دور الضحية حتى يمكنك الاستمتاع بنجاحك دون شعور بالذنب.
لكي تجد السعادة ، فأنت بحاجة لأن تكون ذاتك لا أن تتظاهر بما ليس فيك .
إنك في حاجة لأن تتحرر من توقعاتك الناتجة عن معتقداتك عما يجب أن تكون عليه الحياة حتى لا تحكم على الآخرين -على غير أساس من الواقع - بأن لديهم قصوراً أو أنانية .
إنك بحاجة لأن تكف عن الحياة داخل ذكريات الماضي الغصة .
إنك بحاجة لأن تتعلم الصفح وغض الطرف كي تواصل مشوار الحياة .
إنك بحاجة لأن تكون مستمعاً جيداً حتى تستخلص أفضل ما لدى الآخرين من خبرة .
إنك بحاجة لأن تأخذ نفسك على محمل الجد ، ولكن ليس لدرجة أن تلزم نفسك أن تكون كاملاً طوال الوقت ، ألا تستطيع التعرف على أخطائك وجوانب ضعفك .
إنك بحاجة لأن تدرك أنك في حالة نمو متواصل لذا فإنك لزاماً عليك دائماً إدراك الحلول الوسط التي تعوق تقدمك في الحياة ، وكذلك العلاقات التي تشعر أنك تقدم فيها الكثير من التنازلات .
إنك في حاجة لهدف يوجه حياتك .
إنك بحاجة لأن تعلم لتحقيق هذا الهدف ، وأن تخلق الحياة التي تريدها ، لا أن تحيا على أمل الحرية الأجوف .
إن تحقيق السعادة يتطلب العمل ، عمل الحياة . وطالما أنك ستعيش حياتك الخاصة بك أنت ، فلعله يجدر بك أن تعيشها بأفضل طريقة ممكنة .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تفهم نفسك وتقبلها كما هي الآن .
إن تلك هي الحرية الحقيقية الوحيدة .
هذا هو الوقت المناسب لتحقيقها .
أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك .
إن تحقيق السعادة يكمن في حب الطريقة التي تشعر بها وأن تكون منفتحاً على المستقبل بدون مخاوف .
إن تحقيق السعادة هو أن تقبل ذاتك كما هي الآن .
إن تحقيق السعادة ليس في تحقيق الكمال ، أو الثراء ، أو الوقوع في الحب ، أو امتلاك سلطة ونفوذ ، أو معرفة الناس الذين تعتقد بوجوب معرفتهم ، أو النجاح في مجال عملك .
إن تحقيق السعادة يكمن في أن تحب نفسك بكل خصائصها الحالية -ربما ليس كل أجزاء نفسك تستحق أن تحبها - ولكن جوهرك يستحق ذلك.
إنك تستحق أن تحب نفسك بكل ما فيها الآن .
إذا كنت تعتقد أنه لك أن تكون أفضل مما أنت عليه كي تكون سعيداً وتحب نفسك ، فأنت بذلك تفرض شروطاً مستحيلة على نفسك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق