همسات من وراء القضبان
في العدد رقم 327 في يوم السبت 21 أبريل 2008 م ، 6 ربيع الآخر 1429 هـ من العدد اليومي من جريدة الأسبوع
كتب الأستاذ إبراهيم عيسى – رئيس التحرير – المقال الرئيسي في صدر الصفحة الأولى بعنوان :
أم شهاب نحن أكبر بلد عربي الآن في عدد المعتقلين نظام حكمنا يجب أن يفخر بأنه أكبر سجان في حاضر العروبة الآن بعدما ترك له صدام حسين الصدارة والمذهل أن لا أحد فينا يأكله قلبه أو يعصف به ضميره من أحوال المعتقلين في بلادنا وكأننا خلعنا قلوبنا مع ضمائرنا ورمينا بها تحت نعالنا .. أنا أرتجف من أول ما أشعر أنني سأحاسب عليه يوم القيامة هو صمتي وسكوتي على سجن عشرات الآلاف في سجون مصر بلا محاكم ولا أحكام فضلا على أنه لا عدل في تلك المحاكم ولا عدالة في تلك الأحكام ..هذه رسالة أرسلت بها زوجة معتقل ورد زوجها عليها من وراء جدران السجن أنشرهما حتى تعلم ما أعلم لعلك تفزع كما أفزع ..
زوجي الحبيب : ناصر الشافعي ..سلام الله عليك ورحمته وبركاتهتبدأ أيامي في هذه الحياة فقط حينما أشرقت شمسك في حياتي ، حينها وحينها فقط ولد النهار ، نهار سعيد ، مشرقة أنواره .. حتى جاء اليوم المشهود فانتزعتك يد الظلم والعدوان من أمام عيني لتذهب بك بعيدا ويصدر أمر الاعتقال فقد خشي الظالمون أن ترشح نفسك في المحليات.. حينها تحول النهار السعيد إلى ليل طويل مظلم كئيب بائس قاتم لا توجد به مسحه من ضوء .. ليل طويل .. بطيئة لحظاته ..كشيرة قسماته كم تشتاق عيناي لرؤيتك كم يشتاق أبناؤنا للحظات اللعب والمرح معك ! ما أطول الليالي ، ما أتعسها لكن يا مهجة القلب ومنية النفس ونور العين لا تحزن فأنا أعلم أنك ما سجنت إلا من أجل كلمه الحق ، أعلم أنك آثرت أن تضحي بحريتك من أجل أن تعيش مصر في حرية ويتحرر شعبها من نير أولئك الذين سرقوا البسمة من وجه كل طفل مصري .. أعلم أنك تسعى لغد مشرق باسم ينعم فيه كل المصريين بوطنهم أعلم أنك على الحق فامض ونحن معك ولا تخش شيئا فلن يضيعنا الله . أما أولئك الظالمون فاعلم أن الله لن يتركهم وإن أملى لهم واستدرجهم واعلم أنني ما تمر ليله حتى أتوجه إلى الله قبل الفجر بساعة وفى لحظات السحر أدعو على الظالمين ..أحبك أحبك وحسبنا الله ونعم الوكيل .. زوجتك الحبيبة أم شهاب الدين ناصر الشافعيوجاء الرد زوجتي وحبيبتي :أم شهاب الدين .. وصلني خطابك .. بعد القبض علينا وحينما دخلنا سجن شبين الكوم ولأول وهلة حينما رآنا عسكري من عساكر السجن نظر إلينا و بتلقائية وعفوية قال : ( أكيد أنتو جايين في كلمة حق ) ، فرددنا عليه : ( ولسه ما قلناهاش كمان ) ..إذن فشعب مصر الآن بكل طوائفه وفئاته وشبانه وشيوخه وأطفاله ورجاله ونسائه وجنوده ... يعلم عدوه الذي يسرق البسمة من شفتيه وينتزع من فمه لقمة العيش ليغازل بها الأعداء .. كما يعلم هذا الشعب المسكين من يدافع عنه متحملا من أجله الظلم والسجن والاعتقال وإن كان شعبا مسكينا سليبا كسيرا حسيرا جريحا مكلوما في كرامته وعزته بل وصوته بل ولقمة عيشه ، إلا أنه يعلم من يخاف على هذا الوطن ومن يسرق هذا الوطن فحسبي ذلك وحسبي أنك يا حبيبتي تعلمين أن سجني شرف وأن اعتقالي وسام على صدري أفتخر به وحسبي أن أهلي وأحبابي من أهل قريتنا يفتخرون بابنهم الذي ضحى من أجلهم وحسبي أنهم يحبونني ويعلمون أنني هنا من أجل حريتهم وعزتهم وكرامتهم وكرامة أبنائهم ...حبيبتي : اعلمي أن شوقي إليكِ كالنار في صدري ؛ ولكن هل ترضين أن أجلس في بيتي وسط أولادي ثم أرى الظلم والسرقة في المجالس المحلية وغيرها ثم أسكت ؟ !!!
يا حبيبتي الله يقول والرسول يقول والتاريخ يقول : إن الفجر قادم أحبك ..أحبك ..أحبك ..زوجك الحبيب : أبو شهاب الدين ناصر الشافع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق