صناعة الذات
"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"([1]) خلق الله الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات وفضّله ، وأمده بعقل يدبر به الحياة ويستعمرها وبروح تسمو على الدونيات والسفليات والطينيات ..
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ([2])
وتتجلى عناية الله تعالى بخلق الإنسان في خلقه وتركيبه على هذا النحو الفائق ، سواء في تكوينه الجسماني البالغ الدقة والتعقيد ، أو في تكوينه العقلي الفريد ، أو في تكوينه الروحي العجيب . وفي هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني . فهو مهيأ لأن يبلغ من الرفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين .
وعلى الرغم من هذه المنة التي منّ الله بها على الإنسان وهذه الطاقة الهائلة فإن العلم قد أثبت أن الإنسان لا يستعمل من هذه الطاقة سوى عُشرَها حتى أولئك الذين برزوا في مجالات الحياة المختلفة لم يستعملوا كامل طاقاتهم ..
وإنها لحقيقة لا ريب فيها كلنا يوقن بها ويؤمن بها أشد الإيمان وكلنا يعرفها في نفسه وإن كان من حوله لا يعرفونها فيه ..
فأنت أخي الحبيب تعرف يقينا ما مدى قوتك وطاقتك الجسمية والعقلية والروحية وتعرف أيضا مدى ما تستخدمه منها فقط !!!
إنه العُشر ربما أقل بكثير ، وربما أكثر !!!
ولكن باقي قوتك الخارقة الكامنة المتبقية لديك المختزنة بلا استخدام ..... ؟!!!
إنها مشكلة مستفحلة في حياة كثير من الناس ، وهذه المشكلة هي : تعطيل كثير من القوى والطاقات والقدرات والإمكانات التي وهبها الله للإنسان. أو يسيء الإنسان استخدام هذه القوى والطاقات فتقل فاعليته وأثره في الحياة ، وتنبت المشكلات في دروبه وطريقه ، ويقل إنتاجه وعطاؤه ، ويكاد أن يتلاشى إبداعه في الحياة ، ويصبح أسير روتين قاتل لكل طاقة مكنونة ، ويدور في جزئيات المعيشة ، ويغرق في جداولها ، وتتشعب به دروبها ، تذهب نفسه حسرات على توافه الأمور ، وهمه الدائم مجرد أعمال ضئيلة من شأنها توفير المال والغذاء فقط .
والسبب في ذلك كله تعطيل ما وهبه الله من نعم أو عدم الاهتداء إلى الاستخدام الأمثل لهذه النعم .
النفس البشرية كنز من الأسرار والطاقات ..
فهيا بنا سويا نترك الدعة والكسل ونفجر طاقاتنا الكامنة ، ونكتشف أسرار أنفسنا ونرسم حياتنا ..
أخي الحبيب :
إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها ، وإلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها ..
إنك في حاجة للتوقف عن تمثيل دور الضحية حتى يمكنك الاستمتاع بنجاحك دون شعور بالذنب .
إنك بحاجة لأن تكف عن الحياة داخل ذكريات الماضي.
إنك بحاجة لأن تدرك أنك في حالة نمو متواصل ما دمت حيا .
إنك في حاجة لهدف يوجه حياتك .
إنك بحاجة لأن تتعلم لتحقيق هذا الهدف ، وأن تخلق الحياة التي تريدها ، لا أن تحيا حياة رسمها لك الآخرون .
أخي الحبيب:
لا تقرأ هذا الكتاب فحسب , فهو ليس للقراءة بل للتطبيق الفعلي العملي !!أرجو أن تستخدم هذا الكتاب ولا تقرأه فقط, قم بتطبيقه, خذ منه كل ما تحتاج إليه لجعل حياتك هي الحياة التي ترغب فيها, قم بذلك الآن لأنك تستحق ذلك , قم بذلك الآن لأن أسرتك تستحق أفضل حياة ممكنة, والأهم من ذلك , هو أن تقوم بذلك الآن, لأنها حياتك وليست مجرد ثوب جديد .
أخوك : ناصر الشافعي
shaaafey@yahoo.com
[1] [الإسراء:70]
[2] (التين : 4)
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ([2])
وتتجلى عناية الله تعالى بخلق الإنسان في خلقه وتركيبه على هذا النحو الفائق ، سواء في تكوينه الجسماني البالغ الدقة والتعقيد ، أو في تكوينه العقلي الفريد ، أو في تكوينه الروحي العجيب . وفي هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني . فهو مهيأ لأن يبلغ من الرفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين .
وعلى الرغم من هذه المنة التي منّ الله بها على الإنسان وهذه الطاقة الهائلة فإن العلم قد أثبت أن الإنسان لا يستعمل من هذه الطاقة سوى عُشرَها حتى أولئك الذين برزوا في مجالات الحياة المختلفة لم يستعملوا كامل طاقاتهم ..
وإنها لحقيقة لا ريب فيها كلنا يوقن بها ويؤمن بها أشد الإيمان وكلنا يعرفها في نفسه وإن كان من حوله لا يعرفونها فيه ..
فأنت أخي الحبيب تعرف يقينا ما مدى قوتك وطاقتك الجسمية والعقلية والروحية وتعرف أيضا مدى ما تستخدمه منها فقط !!!
إنه العُشر ربما أقل بكثير ، وربما أكثر !!!
ولكن باقي قوتك الخارقة الكامنة المتبقية لديك المختزنة بلا استخدام ..... ؟!!!
إنها مشكلة مستفحلة في حياة كثير من الناس ، وهذه المشكلة هي : تعطيل كثير من القوى والطاقات والقدرات والإمكانات التي وهبها الله للإنسان. أو يسيء الإنسان استخدام هذه القوى والطاقات فتقل فاعليته وأثره في الحياة ، وتنبت المشكلات في دروبه وطريقه ، ويقل إنتاجه وعطاؤه ، ويكاد أن يتلاشى إبداعه في الحياة ، ويصبح أسير روتين قاتل لكل طاقة مكنونة ، ويدور في جزئيات المعيشة ، ويغرق في جداولها ، وتتشعب به دروبها ، تذهب نفسه حسرات على توافه الأمور ، وهمه الدائم مجرد أعمال ضئيلة من شأنها توفير المال والغذاء فقط .
والسبب في ذلك كله تعطيل ما وهبه الله من نعم أو عدم الاهتداء إلى الاستخدام الأمثل لهذه النعم .
النفس البشرية كنز من الأسرار والطاقات ..
فهيا بنا سويا نترك الدعة والكسل ونفجر طاقاتنا الكامنة ، ونكتشف أسرار أنفسنا ونرسم حياتنا ..
أخي الحبيب :
إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها ، وإلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها ..
إنك في حاجة للتوقف عن تمثيل دور الضحية حتى يمكنك الاستمتاع بنجاحك دون شعور بالذنب .
إنك بحاجة لأن تكف عن الحياة داخل ذكريات الماضي.
إنك بحاجة لأن تدرك أنك في حالة نمو متواصل ما دمت حيا .
إنك في حاجة لهدف يوجه حياتك .
إنك بحاجة لأن تتعلم لتحقيق هذا الهدف ، وأن تخلق الحياة التي تريدها ، لا أن تحيا حياة رسمها لك الآخرون .
أخي الحبيب:
لا تقرأ هذا الكتاب فحسب , فهو ليس للقراءة بل للتطبيق الفعلي العملي !!أرجو أن تستخدم هذا الكتاب ولا تقرأه فقط, قم بتطبيقه, خذ منه كل ما تحتاج إليه لجعل حياتك هي الحياة التي ترغب فيها, قم بذلك الآن لأنك تستحق ذلك , قم بذلك الآن لأن أسرتك تستحق أفضل حياة ممكنة, والأهم من ذلك , هو أن تقوم بذلك الآن, لأنها حياتك وليست مجرد ثوب جديد .
أخوك : ناصر الشافعي
shaaafey@yahoo.com
[1] [الإسراء:70]
[2] (التين : 4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق